في تحرك يعكس زخماً أميركياً في متابعة الملف السوري ويتماشى مع مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري ل «تغيير حسابات» الرئيس السوري بشار الأسد، تتجه واشنطن نحو تزويد الثوار السوريين بآليات مصفحة ودروع، كما تدرس إمكان توفير تدريب عسكري وإرسال مساعدات مباشرة للمعارضة. وانطلاقاً من قناعتها بتوظيف أكثر من آلية للضغط على الأسد وحكومته، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتجه نحو إجراء تغيير كبير في سياستها حول سورية من خلال تقديم مساعدة مباشرة للمعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن التغيير الأميركي يشمل تزويد «الثوار» بتجهيزات مثل آليات مصفحة ودروع وربما توفير تدريب عسكري، كما يمكن أن ترسل مساعدات إنسانية مباشرة إلى المعارضة السورية. وتابعت الصحيفة أن إدارة أوباما ما زالت ترفض تقديم أسلحة مباشرة إلى المعارضين المسلحين. وأوضحت أن كيري يبحث هذا الأسبوع مع حلفاء واشنطن هذه «الاقتراحات» الجديدة في سلسلة اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط في إطار جولته الخارجية الأولى منذ تولي منصبه والتي يتصدرها الملف السوري. كما نشرت قناة «سي أن أن» على موقعها معلومات مماثلة حول هذه الاستراتيجية الجديدة. وأفادت أن الولاياتالمتحدة تنظر في إمكانية «رفع القيود» المفروضة على تزويد المعارضين السوريين بمعدات مزدوجة الاستعمال (مدنياً وعسكرياً). وكان كيري أجرى في برلين أول من أمس محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ركزت على الأزمة السورية. وفي حال تزويد المعارضة بهكذا معدات أو العمل على تدريبها، فسيرسم ذلك منعطفاً في السياسة الأميركية حيال الأزمة السورية، وتحولاً واضحاً نحو اندفاعة سياسية أكثر زخماً في التعاطي مع الملف وبإشراف من كيري ونائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن. وكانت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا ورئيس وكالة الاستخبارات السابق ديفيد بترايوس قدموا نهاية الصيف الفائت اقتراحاً لأوباما بدعم الثوار السوريين عسكرياً، رفضه أوباما يومها لأسباب تتعلق بالحملة الانتخابية وتريث الأميركيين لحين نضج الحل السياسي. ولم تقدم واشنطن حتى الآن أي مساعدة مباشرة للطرف العسكري أو السياسي في المعارضة السورية، ولا يزال المسؤولون الأميركيون يعارضون تزويد الثوار بالأسلحة خوفاً من وصولها إلى «الأيدي الخاطئة». وأكد المسؤولون أن انتقال واشنطن لاعتماد دور أكبر يأتي بعدما توصلت الإدارة الأميركية وشركاؤها، بينهم بريطانيا وفرنسا وبعض دول المنطقة، إلى خلاصة مفادها أن فرصة التوصل إلى تسوية سياسية تقوم على التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد باتت «ضئيلة» ما يحتم التحضير لخيارات أكثر فاعلية على الأرض.