يدخل فريقا الهلال والأهلي السعوديان تحدياً مبكراً في منافسات دوري أبطال آسيا مساء اليوم، عندما يحل الأول ضيفاً على نظيره العين الإماراتي في إستاد طحنون بن محمد (القطارة)، لمصلحة المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبهما الاستقلال الإيراني والريان القطري، فيما يستضيف الأهلي نظيره الغرافة القطري على ملعب الشرائع في مكةالمكرمة، ضمن مواجهات المجموعة الثالثة التي تضم أيضاً سباهان الإيراني والنصر الإماراتي. العين - الهلال تحدٍ صعب ومبكرا للفريق الأزرق، فالمهمة لن تكون سهلة للعودة بنتيجة إيجابية، كون الخصم أقوى المرشحين لنيل البطاقة الأولى، إلى جانب أفضلية الأرض والجمهور، وهو ما يجعل المدرب الكرواتي زلاتكو أمام اختبار حقيقي لإظهار ما لديه من قدرات تدريبية للتعامل مع الموقعة الأهم في حسابات فريقه نحو بلوغ المرحلة الثانية. الهلال الذي حقق بطولة كأس ولي العهد أمام الغريم التقليدي النصر قبل خمسة أيام، يمنّي النفس بتأكيد صحوته الفنية، وتقديم مستوى يرضي تطلعات عشاقه، ليضع قدمه على الطريق الصحيح باتجاه المنافسة الحقيقية على اللقب الغائب سنوات طويلة عن الخزانة الزرقاء، وعلى رغم الأوضاع الفنية غير المستقرة للفريق الهلالي، إلا أن الجماهير تعلق آمالاً كبيرة على الأسماء الشابة أمثال ياسر الشهراني وسالم الدوسري وسلمان الفرج ومحمد القرني ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري لقلب التوقعات كافة وقيادة الفريق إلى منصة التتويج. الخطوط الزرقاء ما زالت تعاني من عدم الانسجام خصوصاً في منطقة المناورة، فأدوار البرازيلي ويسلي غير واضحة، إذ يفشل في المساندة الدفاعية، ولا يقدم دوراً بارزاً في الشق الهجومي، كما أن سلمان الفرج جهوده مهدرة، ويكثر من الجري يميناً ويساراً من دون فائدة، فجل تمريراته خاطئة، إضافة إلى المبالغة في استعراض المهارة، ويكون الحمل الأكبر على محمد الشلهوب ومحمد القرني الأكثر جدية في مناطق المناورة، فيما يحاول ياسر القحطاني جاهداً خلق الخطورة الكافية بين دفاعات الخصم. وعلى الطرف الآخر، يدخل العين وهو المرشح الأكبر للخروج بالنقاط الثلاث كاملة، عطفاً على الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق إلى جانب كوكبة النجوم المزدحمة بين خطوطه، ويكفي ذكر اسم المهاجم الغاني الكبير جيان اسامواه والأسترالي بروسكي، والروماني ميريل رادوي، وكذلك الشاب عمر عبدالرحمن وغيرهم من الأسماء الثقيلة جداً في كتيبة البنفسجي، كما أن المدرب الروماني كوزمين يعلم جيداً خفايا الفريق الهلالي، كونه أشرف على تدريبه قبل مواسم عدة، وحقق معه بطولات عدة. العين يعد أقوى الفرق الإماراتية على الإطلاق في الفترة الحالية، ويتصدر فرق الدوري المحلي بفارق كبير عن أقرب منافسيه الجزيرة، لم يخسر سوى مرتين طوال المنافسات المحلية، أمام الأهلي في افتتاحية الموسم، وفي الجولة الأخيرة أمام متذيل الترتيب دبا الفجيرة، وهي الخسارة التي أثارت حفيظة عشاقه، وجعلته مطالب بمسح تلك الصورة الباهتة على حساب ضيفه الهلال. الأهلي - الغرافة يسعى الفريق الأهلاوي إلى تكرار ما قدمه من مستويات كبيرة في النسخة السابقة، وكان قاب قوسين أو أدنى من ملامسة ذهب البطولة، قبل أن يخسر الرهان على يد أولسان الكوري الجنوبي في المنعطف الأخير، وسيبذل المدرب التشيخي غاروليم قصارى الجهد لتصحيح الأخطاء السابقة وتعويض الجماهير بتحقيق أغلى الألقاب، خصوصاً أن لدية أجندة زاخرة بالأوراق الرابحة، وازدادت قوة بعد انضمام المدافع الدولي أسامة هوساوي والنجم البرازيلي الكبير برونو سيزار. الخطوط الأهلاوية تبدو مكتملة تماماً، ومهيأة بدرجة عالية لتحقيق الفوز، فالمراكز كافة تؤدي الأدوار المناطه بها على أكمل وجه، وإن كانت القوة الحقيقية تبرز في منطقة الوسط بوجود البرازيلي برونو سيزار، إضافة إلى صاحب المجهود السخي تيسير الجاسم والكولومبي بالمينو والشاب مصطفى بصاص، كما أن منصور الحربي يشكل قوة هائلة على الطرف الأيسر على الصعيدين الهجومي والدفاعي، فيما تنتظر الجماهير الأهلاوية عودة ثنائي المقدمة البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني إلى سابق عهدهما بتسجيل الأهداف، وتشكيل الخطورة الحقيقية على مرمى الفريق المقابل، بعد أن تراجع مستواهما كثيراً في الآونة الأخيرة. المدرب التشيخي غاروليم لدية خيارات عدة على دكة الاحتياط، فلديه محسن العيسى ووليد باخشوين وعيسى المحياني وسلطان السوادي، وهذا الأسماء قادرة على تغيير الشكل الفني للمباراة، متى ما دعت الحاجة إلى مشاركتهما. وعلى الضفة الثانية لن تتجاوز طموحات مدرب الغرافة التونسي حبيب الصادق العودة بنقطة التعادل، ويدرك جيداً قوة الفريق الأهلاوي، وما حققه في النسخة السابقة، إلى جانب المستويات التي ظهر بها أخيراً، لذا لن يتردد في فرض الرقابة الكافية على مكامن القوة في الأهلي، قبل التفكير بكيفية الوصول إلى الشباك الخضراء. الغرافة ليس بالفريق السهل، ولديه سجل كبير على المستوى المحلي، إضافة إلى وصوله إلى ربع نهائي بطولة القارة في عام 2010، قبل أن يخرج على يد الهلال السعودي في مباراة دراماتيكية، ما زال الشارع الرياضي يذكر تفاصيلها كافة، لذا لن يسلم مدرب الفريق المباراة بسهولة، وسيبحث عن تحقيق أفضل نتيجة، وإن كان التعادل سيكون انتصاراً في حسابات الجهاز الفني للضيوف.