أظهرت السلطة الفلسطينية حرصها على عدم تحول النشاطات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية إلى «مواجهات عنيفة»، إذ أصدر الرئيس محمود عباس تعليمات إلى قادة الأجهزة الأمنية بعد اجتماعه بهم ليل الإثنين - الثلثاء، لمنع تحول هذه الفعاليات إلى مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، وطالب في الوقت نفسه الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولي في وفاة الأسير عرفات جرادات في أحد السجون الإسرائيلية. وقال عباس في تصريح للصحافيين قبيل عقد اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله أمس: إن «الجانب الفلسطيني بانتظار تحقيق طبي دولي لمعرفة كيفية اغتيال الأسير عرفات جرادات في سجون الاحتلال». وأضاف أن «الطب الشرعي الفلسطيني أكد أن جرادات استشهد نتيجة التعذيب، ونحن بانتظار لجنة التحقيق الدولية». وطالبت القيادة الفلسطينية في اختتام اجتماعها ب «إجراء تحقيق دولي بواسطة هيئة مختصة في ظروف الاستشهاد». ودعت المواطنين إلى «مواصلة السير على الطريق ذاته في المساندة الجماهيرية السلمية لكفاح الأسرى، وعدم الانجرار إلى استفزاز قوات الاحتلال ومستوطنيه التي ينبغي أن تتحمل وحدها مسؤولية العنف والإرهاب المستمر الذي مارسته ولا تزال». وكان عباس عقد اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية ليل الإثنين - الثلثاء وأصدر مكتبه بياناً إثره جاء فيه أن «الرئيس أعطى تعليماته بضرورة الحفاظ على أمان المواطن وأمنه»، مشيراً إلى أن «سياسة الاحتلال هي العمل على توتير الأوضاع وجر المنطقة إلى مربع الفوضى». ولفت عباس إلى أن «السياسة الأمنية الفلسطينية أثب``تت نجاحها في عدم الانجرار وراء سياسات الاحتلال والحفاظ على أمن شعبنا ومصالحه». وذكر البيان أن قرارات وإجراءات عدة لحفظ الأمن في الأرض الفلسطينية اتخذت خلال الاجتماع. وأوضح الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري أن هذه الإجراءات تتعلق بمنع حدوث احتكاكات عنيفة. ولفت إلى أن «نتانياهو يسعى إلى جرنا إلى مواجهة عنيفة، ونحن لن نسمح له بذلك». وكشف الضميري عن اعتقال عدد من نشطاء «حماس» الذين قال إنهم اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لتحويل الأحداث إلى مواجهات عنيفة. وأردف أن «حماس تحافظ على الهدنة مع إسرائيل في غزة لكنها تسعى إلى جر الضفة الغربية إلى مواجهة عنيفة بهدف المس بالسلطة». وأعلنت «حماس» أمس اعتقال ستة من نشطائها في الضفة الغربية. وقالت حركة «فتح» إن الانتفاضة الفلسطينية متوقفة على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الحركة أحمد عساف ل «الحياة» إن «الشعب الفلسطيني في حال انتفاضة مستمرة، لكن تصاعد هذه الانتفاضة متوقف على الممارسات الإسرائيلية». وتواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسرى في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ووقعت إصابات خطيرة في مواجهات جرت على مدخل مدينة بيت لحم ليل الإثنين - الثلثاء، بينها إصابة الفتى عدي سرحان (16 عاماً) بحالة موت سريري إثر إصابته بعيار ناري في الرأس. كما أصيب أيضاً طفل في الثالثة عشرة من عمره بعيار ناري في البطن. إلى ذلك، كشفت مصادر مصرية مطلعة ل «الحياة» عن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة مع السلطات الإسرائيلية من أجل حل قضية الأسرى المضربين عن الطعام وإنهاء قضية الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واتهمت المصادر إسرائيل بخرق بنود اتفاق صفقة تبادل الأسرى التي تم بمقتضاها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت العام الماضي، خصوصاً إعادة اعتقال عدد من الأسرى المحررين الذين أطلق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، فيما وصل عدد الأسرى الإداريين إلى 180 أسيراً، اعتقلوا بعد العدوان الأخير على قطاع غزة.