لندن، بيروت، واشنطن، موسكو، عمان، القاهرة - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن امس جولته العالمية الاولى التي ستشمل عواصم أوروبية وعربية مهتمة بالملف السوري. وشنت الادارة الأميركية ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هجوماً شديد اللهجة على نظام الاسد. ووصفته واشنطن ب»الوحشي»، فيما قال اردوغان أن تركيا لن تسكت «أمام هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ولن نسكت عن الديكتاتور الظالم وعلى ما يقوم به». وسيصل الى طهران ظهر اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طريقه الى موسكو حيث يُجري محادثات تتناول «افق حل المشكلة السورية» قبل ان يعود الى بلاده من بوابة طهران بعدما يلتقي وزير الخارجية الايراني. وقالت وكالة الانباء الايرانية «ارنا» ان المعلم سيركز في طهرانوموسكو، على «وسائل التوصل الى حل للأزمة السورية» من دون ان تشير الى اي اتجاه لحل الأزمة سلمياً او عسكرياً. واستبقت واشنطن جولة كيري بهجوم شديد اللهجة على النظام السوري وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، بعد قصف النظام حلب بصواريخ «سكود» ليل الجمعة - السبت، أن «حكومة الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب، وآخرها الهجوم بصواريخ سكود على حي في شرق المدينة». ورأت نولاند أن هذه الهجمات الدامية تمثل «آخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدّعي تمثيله». وانتهزت المناسبة لتكرر دعوات إدارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. وقالت إن «نظام الأسد لا يملك شرعية، ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة». وواضافت نولاند إن «الولاياتالمتحدة لا ترى مؤشرات تدل على أن الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل هذا العدوان، يمكن أن يقبل بقادة هذا النظام الذي تلطخت أيديهم بدماء كل هؤلاء السوريين، كجزء من سلطة حكومية موقتة». وأعادت الولاياتالمتحدة التأكيد على ان الادارة «تتطلع إلى الاجتماع قريباً بقيادة الممثلين الشرعيين للشعب السوري في ائتلاف المعارضة السورية، للبحث في الطريقة التي يمكن فيها الولاياتالمتحدة والاصدقاء الآخرين للشعب السوري تقديم المزيد لمساعدة الشعب السوري على إنجاز الانتقال السياسي الذي يطلبه ويستحقه». في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، في كلمة امام مؤتمر حول الاتصال الحكومي في الشارقة امس: «إننا لا يمكن إلا أن نرفع أصواتنا عالياً ضد الظلم لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولا بد من تظهير ذلك باليد والقلب واللسان، ففي فلسطينالقدس وغزة يسقط الأطفال والنساء ويجب ألا نسكت، وفي سورية يسقط كل يوم عدد كبير من الناس الأبرياء ولن نكون من الساكتين على الذين يرتكبون الجرائم ضد شعوبهم ولن نكون من الساكتين على الديكتاتور الظالم أي الشيطان الأخرس في سورية على ما يقوم به». ومع الهجمة الاعلامية الأميركية والتركية على النظام في دمشق، وعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة جورج صبرا، بمحاولة تأمين دعم أكبر للجهود الآيلة إلى الوصول إلى «حل سياسي للأزمة» وتأمين تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة لتقود المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق إطار زمني متفق عليه. وقال صبرا، عقب الاجتماع في مقر الجامعة: «أبلغنا الجامعة العربية استنكار المعارضة السورية الصمت العربي تجاه حملة الإبادة الجماعية، التي يقودها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري». واضاف «انتقل الأسد إلى مرحلة الإبادة الحقيقة، وسط صمت عربي وهو ما نستنكره». في حين قال سليمان الحراكي عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، الذي شارك في الاجتماع «أن العربي أبلغ الوفد أن هناك تحولاً في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، وأنه أصبح يقبل نقل السلطة في دمشق». وأكد الأمين العام للجامعة إدانته الشديدة لعمليات القصف الوحشي بالطائرات وصواريخ «سكود» للمدنيين السوريين العزل في حلب ومدن وأحياء سورية عدة، كما دان التفجيرات الإرهابية التي شهدتها دمشق في 21 الجاري. واعتبر أن هذه الأعمال العسكرية تعتبر جرائم حرب لا يمكن السكوت عنها، والمطلوب من المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، اتخاذ موقف حاسم لضمان الوقف الفوري لهذه العمليات الإجرامية ومعاقبة مرتكبيها. وكان ناشطون من المعارضة قالوا أمس ان النظام اطلق صواريخ «سكود» من القاعدة 155 العسكرية في ريف دمشق في محاولة منه لاستعادة السيطرة على احياء في شرق حلب باتت تحت سيطرة شبه تامة للمعارضة المسلحة التي شددت هجماتها وحصارها للأكاديمية العسكرية في مدينة خان العسل، وهي آخر معقل للنظام في غرب محافظة حلب حيث جرت أمس معارك شرسة وضارية وهناك خسائر في صفوف المعارضين لان سقوط الاكاديمية يعني انتهاء السيطرة الحكومية على المنطقة ما قد يسهل القضاء على بقايا الجيوب التي لا تزال تناصر النظام فيها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة قصف حلب بالصواريخ اسفرت عن مقتل 58 شخصاً من بينهم 36 طفلاً. ونقلت وكالة «رويترز» عن «عمر ابو ليلى» الناطق باسم القيادة المشتركة ل»الجيش الحر» قوله ان المعارضة سيطرت على موقع في دير الزور كانت الطائرات الاسرائيلية قصفته في العام 2007 للشتباه بانه كان موقعاص لتجارب نووية. ولجا النظام الى هدم ما بقي من مباني الموقع ومنع الولاياتالمتحدة واي خبراء دوليين من زيارته. واشار «ابو ليلى» الى ان الموقع حُول الى قاعدة لصواريخ «سكود» وعثر الثوار على احد الصواريخ فيه على رغم احراق النظام الموقع باكمله قبل الانسحاب منه. واستخدم الجيش النظامي أمس مقاتلات وصواريخ لقصف مواقع المعارضين في ريف دمشق. وفي منطقة اللاذقية، قصفت دبابات للجيش موقعا للمعارضين في ناحية ربيعة. وليل أمس افاد ناشطون سوريون ان الممثل الكوميدي السوري ياسين بقوش قُتل اثر اصابة سيارته بقذيفة «ار بي جي» في حي العسالي في دمشق. وبث هؤلاء الناشطون شريطا مصورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه جثة يُعتقد انها تعود الى الممثل بقوش الى جانب بطاقته الشخصية وجواز سفره.