استشهد رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان بالمفكر الصوفي جلال الدين الرومي حين قال «إن الإنسان الذي لا يتطابق قلبه مع لسانه هو أبكم»، ليقول أمام حشد غصت به أمس، قاعة مركز «اكسبو» في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة تنوع بين مسؤولين دوليين وعرب من حكومات وتنظيمات مدنية ووسائل الإعلام بكل تقنياته لمناقشة «كيفية التواصل الفاعل من أجل خطاب موحد» ضمن منتدى «الاتصال الحكومي - 2013»: «إننا لا يمكن إلا أن نرفع أصواتنا عالياً ضد الظلم لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولا بد من تظهير ذلك باليد والقلب واللسان، ففي فلسطينالقدس وغزة يسقط الأطفال والنساء ويجب ألا نسكت، وفي سورية يسقط كل يوم عدد كبير من الناس الأبرياء ولن نكون من الساكتين على الذين يرتكبون الجرائم ضد شعوبهم ولن نكون من الساكتين على الديكتاتور الظالم أي الشيطان الأخرس في سورية على ما يقوم به». كلام أردوغان لقي ترحيباً كبيراً، وبدا كلامه للآتي إلى الإمارة على متن إحدى شركات طيران الخليج العربي وكأنه استكمال للحال السياسية القائمة في الخليج العربي تجاه ما يجري في سورية. فالطائرة التابعة لشركة «الخطوط الجوية الإماراتية» حين أقلعت من بيروت لم تعبر الأجواء السورية على عادتها قبل أشهر بل اتجهت جنوباً باتجاه بور سعيد وخرقت الأجواء المصرية في اتجاه أجواء المملكة العربية السعودية في اتجاه الأجواء الإماراتية. أردوغان تابع عدم سكوته على «المجاعة في الصومال ولا الفقر في أفغانستان ولا النفاق في العراق»، وقال: «إن الذين يستعملون لغتهم يتحدثون بقدر الكلمات التي يعرفونها أما الذين يلمسون بالقلب فلا حدود لكلماتهم ونحن ننتمي إلى حضارة تفرض علينا أن نقول ما لا يقوله أحد بأننا ضد الظلم وضد المجازر وبحار الدماء التي تجري في سورية، وكل اتصال يعتمد على التفريق اللغوي والديني ناقص ما لم يستند إلى العدل ولا يمكن البناء على الكذب فلا مستقبل يبنى على الكذب». ورأى أن «الهواتف الجوالة إذا كانت تنقل الأصوات لا المحبة ستظل لعبة وإذا كنا نرى آلام الأطفال ودماءهم في سورية أمام الشاشات ولا نشعر بالظلم فإننا لا نرى شيئاً والتواصل يصبح هدراً للوقت لا أكثر». إلى جانب أردوغان في جلسة الافتتاح الرسمية لأعمال المنتدى، حضر الأمين العام السابق للأمم المتحدة المبعوث الدولي السابق إلى سورية كوفي أنان الذي اعتبر في كلمته أنه «على رغم أن العالم مترابط بوسائل التكنولوجيا ما يفترض توفير المعرفة إلا أنه يبدو أننا لا نفعل بشكل كاف وما يثير القلق في ما يتعلق بالحروب الأهلية والإرهاب أن القادة السياسيين يتابعون ما يجب فعله لكن أدت متابعتهم إلى زيادة الغضب تجاه ما لا تتم معالجته، فالقادة السياسيون تبنوا وجهات نظر قصيرة المدى، فيما يشعر الناس أنهم مبعدون عن اتخاذ القرار وأن الأنظمة السياسية لا يمكن مساءلتها ولا تستجيب»، مؤكداً في ختام كلمته على أهمية «زيادة الاستثمار في زيادة المعرفة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان». ورأى أن الاتصال ما بين الأفراد والحكومات يعزز تسوية القضايا الأساسية وتسوية النزاعات سلمياً في عالم أصبح أكثر تعقيداً، ومثل هذا التواصل يضمن إشراك الجميع وحماية مصالح الأقليات». أنان اعتبر أن «التحول المجتمعي ممكن وعلى المجتمعات التحلي بالشجاعة لاحتضان التغيير ويجب أن يترافق ذلك مع تحرك الحكومات وعندما يخفق القادة في قيادة الشعوب فان الشعوب تجبر القادة على متابعته». وللأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى رأيه في التواصل الحكومي مع الشعوب فهو اعتبر في جلسة عن «التجارب الشخصية» أن «العالم العربي والشرق الأوسط يتغير لأسباب عدة منها النقص في التواصل ولأن النظم قاسية والحكومات لم تعد قادرة على مخاطبة العقل وفي المقابل لم تعد هناك مسامحة للطرق القديمة، إنها حركة تغيير كبرى لن تتوقف، قد تبطئ أو تتعطل إنما العالم العربي في حال تغيير جذري».