أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن وزارته ستعمل على أن تكون مدعية لوسائل الإعلام بفئاتها كلها، ضد الجهات الحكومية ومتحدثيها الرسميين الذين يتأخرون في الرد على تساؤلات وسائل الإعلام في فترة تتجاوز ثلاثة أيام من وصول التساؤل إليهم. وأشار الجاسر في اختتام ورشة عمل (المسؤولية المشتركة بين الإعلاميين والمتحدثين الرسميين للجهات الحكومية) أمس، إلى أن الوزارة بعد أن تبدأ بتطبيق الأمر الملكي الخاص باللجان القضائية، فإنها ستكون خارج المعادلة في ما بين الشكوى بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام بأنواعه كله. من جهته، أعلن رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية أسامة نقلي في كلمته بالمناسبة، أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية هو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، مفصلاً بالأمر أن الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية توجّه 20 في المئة من عملها لوسائل الإعلام المحلية، و80 في المئة من عملها للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الخارجية لأنها واجهة الدولة، لافتة إلى أن الخصوصية قد تُجرد المتحدث من دوره، ويجب أن يكون عارفاً بمجالات العمل كلها داخل منشأته، ومشاركاً في نشاطاته كلها، مثل رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية، الذي يشارك في المفاوضات والمحادثات كلها. وأضاف: «المتحدث الرسمي ليست مهمته تلميع الجهاز الذي يعمل فيه، بل يعمل بكل تجرد، والإسهاب في مدح المسؤول قد يضر هذا المسؤول، مع أنه ليس بحاجة إلى هذا المديح، ومعالجة البيروقراطية حلها في تخفيف الإجراءات، مع ضرورة أن يتحلى بروح قتالية، وأن ينسى أن هناك فرقاً بين التصريح للاستهلاك المحلي والخارجي، بعد إذابة الفوارق بفعل التقنية الحديثة». ولفت إلى أن وزارات الخارجية لا تزال تعاني من موضوع الخادمة السيريلانكية التي أعدمت في مدينة الدوادمي، لأنها تأخرت في المعالجة، وقال: «هناك تنسيق عالٍ بين وزارة الخارجية والداخلية، وهناك اتصالات يومية لمناقشة البيانات الصادرة بين الطرفين، ومن المفترض أن يكون هناك صحافيون معتمدون لدى المنشأة لبناء الثقة من الطرفين، وهذا لا يمكن بناؤه إلا بعلاقة شخصية، وفي الخارجية لدينا الصحافيون المعتمدون، فأي صحيفة ترسل أسماء أربعة إعلاميين يمثلونها، اثنان في الرياض ومثلهما في جدة». وأضاف: «ولكن لم ننجح في تطبيق الفكرة إلا بنسبة 60 في المئة، وتفشل في ال40 ذلك للتدوير العالي في المجال، مع ضرورة التذكير أن وجود الصحافيين المعتمدين يُريح الطرفين، وهذا قد يزيد من معرفة أي طرف بما لدى الآخر، فأحد الصحافيين سألني، لماذا تستدعون السفير السعودي من سيريلانكا للتشاور، مع أنكم تستطيعون أن تتشاوروا معه بالهاتف؟». من جانبه، ذكر نائب رئيس التحرير في صحيفة الرياض راشد الراشد، أن البعض يشعر أن هناك تباعداً بين الإعلام والمتحدثين، فلا بد من الإدراك أن الصحافة ليست مهنة أو حرفة، بل رسالة تؤدى بأخلاقيات تؤدي لخدمة الوطن. وقال: «المتحدث الرسمي جزء من هذه العملية، لئلا يوجد تنافر بين الطرفين، فالهدف واحد بين الطرفين، فالصحافة تحمل هموم الوطن، والمتحدث كذلك، وهي صدى صوت المواطن، وتنقل تفاصيل الحياة اليومية، من دون أن تكون أعماله تلك ترفاً». من جهته، قال الزميل تركي الدخيل إن الجمهور الإعلامي يبحث عن الجديد والمشوق والمثير، «وهي عناصر ليس بالضرورة أن تكون موجودة في الخبر السلبي فقط، بل إن الخبر الإيجابي يمكن له أن يحويها». ودعا الدخيل خلال محاضرة ألقاها بعنوان «جدلية العلاقة بين الإعلاميين والمتحدث الرسمي»، المتحدث الرسمي باسم الجهات الحكومية إلى الاهتمام بلغة الجسد، «بوصفها تشكل 70 في المئة من التأثير في المتلقي، كما أن اللين ورحابة الصدر مطلبان مهمان يجب توافرهما في المتحدث، لاسيما وقد قبل بالمهمة».