استمرت دورة العنف في سورية على وتيرتها، وحصدت حتى السادسة من بعد ظهر أمس اكثر من 85 قتيلاً سقطوا نتيجة قصف قوات النظام مناطق مدنية وبعض مراكز المعارضة في حلب وريف دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً إن حصيلة القصف الصاروخي لحلب بصواريخ «سكود» ليل الجمعة كان 29 قتيلاً بينهم 19 طفلاً و150 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح اثر سقوط الصواريخ الثلاثة في شرق حلب. وأفاد ناشطون بأن هذه الصواريخ أطلقت من ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» بأن «الجيش يحاول منذ أسابيع التقدم باتجاه حلب من الشرق تحضيراً لشن هجوم. يجري حالياً إرسال جنود من قوات النخبة إلى هناك». وأضاف أن «استخدام الجيش صواريخ ارض - ارض ضد حلب يندرج في إطار محاولة التقدم هذه». وقال الناشط براء اليوسف عبر «سكايب» لوكالة «رويترز» بعدما زار الموقع في حي أرض الحمراء الذي يسكن فيه «هناك اسر دفنت تحت الأنقاض... لا يمكن وصف المشهد .. انه مشهد مروع». وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء، مبنى تشتعل فيه النيران وأناساً يحملون جرحى إلى سيارات لنقلهم إلى المستشفى. وكان من الصعب تحديد حجم الدمار في اللقطات الليلية لكن الحطام كان ظاهراً بوضوح على الأرض. وقال اليوسف إن صاروخاً واحداً دمر 30 منزلاً. وكان ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا عندما أصاب صاروخ «سكود» كبير حي جبل بدرو خلال الأسبوع. في المقابل ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أن وحدات من الجيش كبدت «الإرهابيين» خسائر فادحة في سلسلة عمليات نوعية دقيقة نفذتها في مزارع دوما وحرستا وزملكا وعربين في ريف دمشق و»دمرت أوكار أدواتهم الإجرامية بما فيها من أسلحة وذخيرة». ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول قوله انه «تمت تصفية الإرهابيين بلال غبيس ومحمد التلي ومحمد عرفة ومحمد الهبول متزعم إحدى المجموعات الإرهابية». وفى عربين وزملكا دمرت وحدات الجيش آليات كان «الإرهابيون» يستخدمونها للتنقل في عمليتين نفذتهما ضد تجمعاتهم و»أسفرتا عن القضاء على أعداد من الإرهابيين من بينهم احمد حجيكو وقرهمان مشعل وعمر عبد الرحمن». وتحدثت «سانا» عن «عمليات نوعية اتسمت بالدقة دمرت خلالها مواقع عدة وأوكار وأنزلت خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين في ريف إدلب». ولم تتحدث الوكالة الرسمية السورية عن قصف حلب بالصواريخ. في ريف حمص ألحقت وحدات الجيش في سلسلة عمليات نفذتها أمس خسائر فادحة في صفوف المعارضين ودمرت أسلحتهم ومعداتهم في الرستن والزعفران وعقرب وتل دهب والحولة. وقال مصدر عسكري لمراسل «سانا» في حمص إن العملية أسفرت عن قتل عبد الله الحسين وشامل الأحمد وشعيب القاسم ورضوان سنو وناصر عزوز إضافة إلى تدمير مدفع هاون وعربتين مزودتين برشاشات ثقيلة. وقتلت القوات النظامية في عقرب مالك عبد الرزاق الكردي ورشيد قوقاج وعبد الكريم سعد الدين وعبيدة القطيبي المتخصص بتفخيخ السيارات والعبوات.