ترنّحت الهدنة في شرق أوكرانيا أمس، بعد مقتل 12 مدنياً بقصف أصاب مدرسة وباص إجرة في دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا الذين أعلنوا أنهم سيحتلون في شكل وشيك مطار المدينة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. وذكر الانفصاليون ان 8 أشخاص قُتلوا بسقوط قذيفة على باص الإجرة، كما قُتل 4 بقذائف استهدفت ملعب مدرسة في شارع مجاور. ولم يسقط قتلى بين التلاميذ، في يومهم الأول من العام الدراسي الجديد، لكن شهوداً اشاروا الى أن بين القتلى معلّم ووالد تلميذ، علماً أن المدرسة كانت تضمّ أكثر من 200 شخص لدى حدوث القصف. وهذه الحصيلة هي الاعلى في صفوف المدنيين في يوم واحد، منذ بدء تطبيق وقف النار بين كييف والانفصاليين في 5 ايلول (سبتمبر) الماضي، علماً أن معارك أوقعت 68 قتيلاً، مدنياً وعسكرياً، منذ ذلك الحين. وتقع المدرسة في منطقة تبعد 4 كيلومترات من مطار دونيتسك حيث دارت معارك في الايام الأخيرة. وأعلن قائد للمتمردين أن قواته تسيطر على 90 في المئة من المطار، مرجحاً السيطرة عليه خلال «3 أيام على الأكثر». لكن ناطقاً عسكرياً أوكرانياً أكد أن المطار ما زال تحت سيطرة القوات الحكومية، معتبراً أنها «تؤدي واجبها في شكل لامع» في الدفاع عنه. في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الروسية ان موسكو «تصرّ على إجراء تحقيق دولي فوري» في شأن العثور على مقابر جماعية شرق اوكرانيا، لافتة الى أهمية الكشف عن تفاصيل «إعدامات جماعية» نُفذت قرب دونيتسك. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله ب»ألا يصمت الغرب عن الوقائع المتعلقة باكتشاف المقابر الجماعية»، متحدثاً عن «مأساة مروعة وجريمة حرب واضحة». واشار الى العثور على أكثر من 400 جثة في المقابر الجماعية قرب دونيتسك. واتهم السلطات الاوكرانية ب«النفاق»، من خلال اعلانها نيتها فتح تحقيق موضوعي بعد استعادتها السيطرة على المنطقة، باعتبار ان «الجرائم ارتُكبت عندما كانت هذه المنطقة تحت سيطرة سلطات كييف»، علماً أن الأخيرة تؤكد انها لم تنشر وحدات من الحرس الوطني في المنطقة، منذ اندلاع النزاع. الى ذلك، حذر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من فرض قيود تجارية جديدة على اوكرانيا. وقال في رسالة الى بوتين ان «تطبيق مرسوم» اعتمدته الحكومة الروسية أخيراً يقترح فرض قيود تجارية جديدة بين موسكو وكييف، «سيخالف» اتفاقاً وافق بموجبه الاتحاد الاوروبي على تأجيل تطبيق اتفاق للتبادل الحر مبرم مع اوكرانيا. في غضون ذلك، نبّه نائب ديمتري روغوزين رئيس الوزراء الروسي خلال لقائه رئيس منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدافيا، الى ان بلاده ستحمي مواطنيها في حال وقوع نزاع مسلح هناك. وخاطب «الذين لا يفكرون مثلنا» قائلاً: «لا تتدخلوا في ترانسنيستريا. يجب عدم تأجيج التوتر لأن مواطنين روساً يعيشون هناك. يجب الا تُطرح تساؤلات عن نية روسيا حماية مواطنيها. ستفعل ذلك بلا تردد. لا تختبروا صبرنا وقوتنا». وزاد: «ستضطلع روسيا بدروها التاريخي المتمثل بضمان السلام والامن في ترانسنيستريا. والدفاع عن المواطنين الروس ولو كانوا بعيدين، يبقى أولوية للحكومة الروسية». ويطالب اقليم ترانسنيستريا بالانفصال عن مولدافيا والانضمام الى روسيا التي منحت معظم سكان الاقليم جوازات سفر روسية خلال السنوات الماضية، كما اقامت قاعدة عسكرية على أراضيه.