تجاهل منتج السهرة التلفزيونية «صدى» التي عرضت على «القناة الأولى» مساء أول من أمس (الخميس)، ترجمة جميع مشاهد العمل بلغة الإشارة، خصوصاً أن القصة تتناول معاناة فئة الصم. وظهرت عدد من مشاهد السهرة التلفزيونية، التي كتبتها أمل الحسين، وأنتجها خالد الراجح ممثلين يتحاورون بلغة الإشارة، لكن المشاهد الأخرى لم يوضع مترجم في أسفل الشاشة لتوضيح الحوار لفئة الصم التي يتناول العمل معاناتها، ما أضعف إيصالها إلى تلك الفئة. وشدد المدير التنفيذي لجمعية الإعاقة السمعية (سمعية) علي الهزاني على أن طاقم عمل السهرة التلفزيونية «صدى» لم يتواصلوا إطلاقاً مع الجمعية. وقال الهزاني ل«الحياة»: «بحسب ما وصلني، أن مسؤولي السهرة التلفزيونية صدى، تعاونوا مع مترجم بسيط لا يحمل الشهادة الثانوية، فلو تواصلوا معنا لخدمناهم، للأسف هناك من يستغل اسم فئة الصم، ونحن ضد ذلك». مشيراً إلى أن الجمعية تبارك فكرة السهرة التلفزيونية، «لدينا عمل مكون من 30 حلقة يشارك فيه مجموعة من الصم». وألقت كاتبة العمل أمل الحسين باللوم على المنتج المنفذ للسهرة التلفزيونية «صدى»، بقولها: «اتفقت معه على توفير مترجم لغة إشارة في المشاهد التي يكون فيها الحديث لأشخاص أصحاء، لكنه لم ينفذ ذلك». وأضافت ل«الحياة»: «استعنت بمترجمين للعمل، ونجحوا في تعليم الممثلين على لغة الإشارة، إذ ظهر ذلك في بعض المشاهد»، لافتة إلى أن المشاهد التي تتطرق لفئة الصم لا تصور إلا بوجود مترجمين في لغة الإشارة». وأكدت أن العمل تضمن أخطاء عدة، منها في التنفيذ، «سأتطرق لتفاصيل السهرة التلفزيونية صدى، في بيان صحافي خلال اليومين المقبلين، وأردّ على ادّعاءات المنتج المنفذ خالد الراجح، الذي يزعم أنني سرقت العمل منه». مشيرةً إلى أن العمل ليس عليه أية إشكالات قانونية، بدليل أن التلفزيون السعودي عرضه للمشاهدين. من جهته، برأ المنتج المنفذ للسهرة التلفزيونية «صدى» خالد الراجح مؤسسته من خطأ غياب مترجم بلغة الإشارة، بقوله: «قبل البدء في تصوير السهرة التلفزيونية أكد مالك المؤسسة المعتمدة من التلفزيون السعودي حينها بأن ترجمة المشاهد للأشخاص العاديين «غير الصم» من مسؤولية التلفزيون، كون لديهم مترجمون متخصصون». وأضاف ل»الحياة»: «للأسف، وصلني العمل وهو مكون من 50 ورقة، وعملت على تطويره حتى أصبح 100 ورقة. يؤسفني أن الكاتبة تقحم نفسها الآن في جميع تفاصيل العمل، ودورها انتهى بمجرد تسليمها القصة، وأنا لا أرد على إدعاءاتها»، مؤكداً أن القناة الأولى في التلفزيون السعودي أخطأت حينما جزأت العمل إلى حلقتين، ما يضعف نسبة المشاهدة له. وتجاهل طاقم العمل لترجمة جميع المشاهد للعمل الذي يُعنى بالصم، أوقع القناة الأولى في حرج مع مشاهديها، كون لجنة الرقابة في التلفزيون السعودي أجازت عرض العمل من دون الانتباه لخطأ غياب المترجم، واتصلت «الحياة» برئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، إلا إنه لم يرد على الاتصالات الواردة على هاتفه. وكان المنتج خالد الراجح تراشق الاتهامات مع كاتبة العمل أمل الحسين قبل أسابيع عدة، إذ رفع شكوى ضد الأخيرة في جمعية المنتجين السعوديين، بحجة أن مؤسسته لم تستلم أي مبلغ مالي من المنتج المعتمد، ويعتبر ذلك سرقة وإجحافاً لحقوقه المادية والمعنوية والأدبية على حد قوله، بيد أن الكاتبة ردّت على ادّعاءات الراجح بأنه لا يحق لمؤسسته التدخل في تسليم السهرة للتلفزيون، كون الأخيرة منتجاً منفذاً فقط. وتتناول السهرة التلفزيونية «صدى» معاناة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة «الصم»، ويشارك في بطولتها خالد منقاح وسارا الجابر وتركي السليمان ومرام عبدالعزيز ومروة محمد، وتأليف أمل الحسين.