دخل مدرب مانشستر سيتي روبرتو مانشيني عالماً خطراً بتماديه في تصريحات جلبت له السخط والسخرية، لعل آخرها وصف نفسه بأنه «أفضل مدرب في إنكلترا»، على رغم خروج فريقه باكراً من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وابتعاده بفارق 12 نقطة عن متصدر الدوري مانشستر يونايتد. ولا شك في أن المدرب الإيطالي، الذي اشتهر بصرامته وصداماته مع نجومه، يعيش عاماً واهماً يعظم فيه نفسه، وربما يعكس غروره وكبرياءه، على رغم أن مدافعه كولو توري صرح عقب تصريح مانشيني بقوله: «علينا أن نفوز بلقب هذا الموسم كي يحافظ مانشيني على وظيفته»، وهو ما يقصد مسابقة كأس إنكلترا التي بقت الوحيدة المنطقية للسيتي، خصوصاً أن القرعة ابتسمت له مجدداً بوقوعه ضد مكافح الدرجة الأولى بارنسلي في الدور ربع النهائي، بعدما تغلب على ليدز، أيضاً مكافح الدرجة الأولى، في الدور السابق. ومنذ حلول السيتي في قاع ترتيب مجموعته في دوري أبطال أوروبا، فإن الإشاعات كثرت حول رحيل المدرب الإيطالي، خصوصاً أن مدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا ارتبط بعلاقات وثيقة مع المدير التنفيذي للسيتي سوريانو والمدير الكروي بيرغشتاين، غير أن قرار المدرب الإسباني بتدريب العملاق الألماني بايرن ميونيخ خفف من الضغط الهائل على عاتق مانشيني، وربما منحه ثقة زائفة بأنه باقٍ مع السيتي مهما حدث، على رغم تواضع عروض الفريق، الذي كلف نحو 300 مليون جنيه إسترليني لبنائه، وإخفاقه في أهم مسابقات الموسم، ومع ذلك، كان لمانشيني رأي آخر بقوله: «في ال15 شهراً الأخيرة أنا أفضل مدرب في إنكلترا... البعض كان يقول إن مانشستر سيتي سيعيّن مدرباً جديداً بعد 6 أشهر، وإن غوارديولا سيأتي لتدريب الفريق، والآن بعد اختيار غوارديولا تدريب بايرن ميونيخ صار الجميع يقول إن مدرباً آخر سيأتي مكاني... أنا فزت بالدوري وبكأس إنكلترا وبالدرع الاجتماعية، ولا أعتقد بأن هناك مدرباً آخر فاز مثلي بهذه الألقاب في الشهور ال15 الأخيرة... هذه هي الحقيقة». على رغم أن البعض جادل بأنه خلال 3 أشهر فاز مدرب تشلسي السابق روبرتو دي ماتيو بدوري أبطال أوروبا وبكأس إنكلترا، عدا عن إنجازات مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرغسون. مانشيني يدرك أنه مهما حدث هذه الموسم فإنه لن يستقيل، بل سيبحث عن إقالته كي يستفيد من التعويض المالي الكبير، خصوصاً أنه وقّع في مطلع الموسم على عقد لمدة خمسة أعوام، وهو يدرك أن تصريحاته هي التي تضعه دائماً في مأزق، وهي دائماً مثيرة ومخيبة، وكثير منها غير صحيح، ففي الموسم الماضي عندما اصطدم مع مهاجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز، وقرر الأخير الانزواء احتجاجاً لأكثر من أربعة أشهر، فإن مانشيني اعتبر أن النجم الأرجنتيني لعب آخر مبارياته مع الفريق ولن يلعب مجدداً، وبعدها بأسابيع لعب تيفيز دوراً رئيساً في فوز السيتي باللقب الأول منذ 44 عاماً. وأيضاً تكرر الأمر مع النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، إذ اصطدم مانشيني معه مرات عدة، وآخر تصريح قبل رحيل بالوتيلي إلى ميلان، كان أنه ليس للبيع ولن يرحل أبداً. الغريب أن تصريحات مانشيني وعلاقاته مع لاعبيه هي التي تضعه في مأزق، فللعلم فإنه أقيل من إنتر ميلان على رغم اعتبار أنه حقق معه 3 بطولات دوري، بسبب تصريحه في أحد المؤتمرات الصحافية عندما قال: «مللت من تدريب الإنتر»، وكان هذا كافياً لماسيمو موراتي لإقالته وتعيين البرتغالي جوزيه مورينيو مكانه، وهو الأمر الذي يتكرر الآن بارتباط اسم مورينيو بالسيتي، إلى جانب مدرب ملقة مانويل بيلغريني، وهو أمر ربما يدركه مانشيني، لكنه يبحث عن الإقالة ولا يبحث عن الاستقالة.