حذر رئيس قسم العيون في مستشفى قوى الأمن بالرياض الدكتور ناصر بن محمد اليوسف، من التساهل بأعراض الإصابة بمرض «الماء الأبيض» أو«الماء الأزرق» المسببين الرئيسيين للعمى، مشيراً إلى أنه يوجد ما يقارب 18 مليون شخص في العالم مهدّد بفقدان البصر نتيجة الإصابة بالماء الأبيض وتركه دون علاج. وقال: «إن هناك فرق كبير بين الماء الأبيض والأزرق، من حيث الأسباب، والعلاج، وطبيعة المرض»، لافتا إلى أن «الماء الأبيض» يمكن بمشيئة الله علاجه، وعودة مستوى الإبصار للمريض لما كان عليه قبل الإصابة به، إلا أن «الماء الأزرق» يصعب في حالاته المتقدمة عودة الإبصار مرة أخرى لما كان عليه قبل الإصابة. وقال في حديثه: «يوجد في السعودية 60 ألف مصاب سنويًا بالماء الأبيض تجرى لهم عمليات سريعة في مختلف المستشفيات معتمدة على أحدث التقنيات في مجال طب العيون، ويتم شفائهم بإذن الله تعالى دون حدوث أي مضاعفات على العين». ولفت إلى أن «الماء الأبيض»، يصيب الأشخاص المتقدمين في العمر، خاصة من تجاوزوا الستين، كما يمكن أن يصاب به الأطفال بسبب عامل الوراثة، أو حوادث إصابات العين بشكل مباشر، أو نتيجة الأمراض والالتهابات، أو بسبب استخدام بعض قطرات العين بدون وصفة طبيب، خاصة مركبات الكورتيزون. وفيما يتعلق بمرض «الماء الأزرق» الذي يصيب نحو 44 مليون شخص في العالم، أوضح الدكتور اليوسف، أنه: «عبارة عن ارتفاع في ضغط العين لدى المريض بشكل يؤثر على أعصاب العين الداخلية التي تنقل الرؤية إلى المخ، وتتسبب في ضمورها وتلفها، ولا يشعر به المصاب إلا بعد حدوث نقص النظر بشكل كبير». وأبان أن أعراض هذا المرض، تبدأ بالإصابة بفقدان الإبصار من الجوانب، وتزحف تدريجياً حتى تصل إلى مركز العين دون أن يشعر المريض، مبيناً أن علاج الماء الأزرق يتم على مراحل مختلفة مع المتابعة الطبية المستمرة، للمحافظة على سلامة أعصاب العين، باستخدام القطرات المخفضة لضغط العين، ومنها ما يحتاج لإجراء العلاج بالليزر والجراحة، من أجل فتح تصريف سوائل العين ومنعها من الانحباس داخلها، أو إجراء عملية زراعة الصمامات والأنابيب داخل العين.