قتل 7 يمنيين على الأقل من أنصار «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال وجندي واحد، وأصيب نحو 50 آخرين بينهم عدد من رجال الشرطة، بعد محاولة لاقتحام احتفال حاشد شارك فيه مئات الآلاف من أبناء الجنوب تأييداً للرئيس عبد ربه منصور هادي، في الذكرى الأولى لانتخابه رئيساً. في هذا الوقت، أصدر هادي قراراً رئاسياً بإعادة هيكلة وزارة الداخلية في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وكان مئات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية احتشدوا أمس في عدن احتفالاً بالذكرى الأولى لانتخاب هادي على رأس السلطة الانتقالية، خلفاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أجبرته انتفاضة عارمة في العام 2011 على التخلي عن الحكم بموجب خطة خليجية للتسوية حظيت بموافقة مختلف الأطراف اليمنيين. لكن المئات من أنصار المعارضة الانفصالية المسلحين حاولوا اقتحام ساحة العروض في المدينة لإفشال الاحتفال بالقوة، ما أدى إلى اشتباكهم مع الشرطة التي استخدمت أولا قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ثم تبادلت اطلاق النار معهم ما أدى إلى مقتل سبعة من «الحراك» على الأقل وجندي واحد، وجرح نحو 50 آخرين بينهم عدد من رجال الشرطة. وفي حين خرجت أكثر من تظاهرة تأييد للرئيس في المدن اليمنية، أكد هادي في خطاب أمام القيادات الأمنية في صنعاء أنه لا يريد تكريس هذه المناسبة لتصبح عيداً أو ذكرى سنوية، كما كان عليه الحال في عهد سلفه، وقال: «لا نريد أن نجعل من هذا اليوم عيدا أو ذكرى سنوية رغم أنه جرت فيه أول عملية انتقال وتسليم سلمي للسلطة في تاريخ اليمن المعاصر، بل وربما في المنطقة بأسرها، ذلك أننا لا نريد تكرار أخطاء الماضي، فمثل هذه الأيام في العادة هي محطات طبيعية في حياة الشعوب المؤمنة بالديموقراطية وسيادة القانون، ولا مجال بعد اليوم لتمجيد الأشخاص أو تقديس القيادات أو تسمية الأشياء بغير مسمياتها». وشدد الرئيس اليمني على أهمية تصحيح أوضاع وزارة الداخلية وجهاز الشرطة، وقال «إن العامل الأمني كان ولا يزال الهاجس الأكبر للقيادة السياسية وللمواطن اليمني في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي مرت بها بلادنا في الفترة الماضية، حيث شهدت المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص تحديات أمنية غير مسبوقة بفعل المخاضات العسيرة التي نتجت عن هبوب رياح التغيير على المنطقة، ولذلك كانت إعادة هيكلة وتنظيم وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية على أسس علمية وحديثة هدفاً يأتي على رأس سلم أولوياتنا الوطنية». وحذر هادي فصائل «الحراك الجنوبي» المطالبة بالانفصال من مغبة التمادي في رفض الحوار الوطني، والانسياق وراء الدعوات إلى حمل السلاح في وجه الدولة بدعم خارجي، في إشارة منه إلى إيران، وقال: «نقول للذين لم يستوعبوا المتغيرات ولا الواقع الجديد اليوم، إن دعواتهم إلى الكفاح المسلح بتحريض من الدولة التي تدعمهم بالمال والإعلام والسلاح لن تنفعهم، بل ستؤدي إلى ضياع قضيتهم العادلة التي ستكون أهم محور في جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحظى بالدعم الإقليمي والدولي، ولذلك نقول لدعاة العنف هؤلاء كفى مزايدات، فالشعب اليمني مل من الصراعات طوال العقود الخمسة الماضية».