تتكثف الاتصالات والمشاورات للوصول إلى صيغة بديلة من «المشروع الأرثوذكسي» لقانون الانتخاب في لبنان، تؤمن التوافق قبل الدعوة إلى انعقاد الهيئة العامة للمجلس النيابي. وأجرى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتصالاً مطولاً برئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، عرضا خلاله الوضع في البلاد، وتوقفا عند موضوع قانون الانتخاب، «واتفقا على وجوب إكمال السعي للتوصل إلى أكبر توافق حول القانون الانتخابي العتيد، وإبقاء الاتصالات مفتوحة للوصول إلى النتيجة المرجوة قريباً». كذلك اتصل جعجع وفق بيان لمكتبه الإعلامي، بكل من البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل، للتشاور في قانون الانتخاب. وكان الراعي زار بعبدا والتقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتناول اللقاء متابعة للملفات. وفي الشأن الانتخابي، اكد نواب وشخصيات مسيحية مستقلة «موقفهم الرافض لاقتراح اللقاء الأرثوذكسي». وأصدروا بياناً بعد اجتماعهم امس في منزل النائب بطرس حرب بمشاركة نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، والنواب: ميشال فرعون، فؤاد السعد، رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» دوري شمعون، أنطوان سعد، نقولا غصن، رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» كميل زيادة، النواب السابقين: الياس عطا لله، جواد بولس، سمير فرنجية، رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض وأمين سر «حركة التجدد» أنطوان حداد. وأسف المجتمعون «لنقاش مشروع الأرثوذكسي من دون غيره في اللجان المشتركة، ما حول الجلسة إلى مواجهة بين الفرقاء وأدى إلى انسحاب عدد منهم»، مؤكدين «أن صحة التمثيل من الممكن أن تتأمن عبر قوانين تبعاً للدوائر الصغرى أو المختلطة، إلا أن فريق 8 آذار وعلى رأسه «حزب الله» رفض تلك القوانين، وهذا يدل على أنه لا يهمهم مصلحة المسيحيين وإنما مصالحهم الحزبية». وأعلن المجتمعون عزمهم على «التصدي لهذا المشروع وتوحيد موقف القوى الاستقلالية والعمل على التوافق مع القوى الأخرى على قانون انتخاب جديد، ومن أجل مواجهة إرادة النظامين السوري والإيراني المستمرة لوضع اليد على لبنان وإغراقه في السياسة الإقليمية». وأعربوا عن القلق من «انحراف النقاش حول قانون الانتخابات عن مساره الديموقراطي»، معتبرين أن موقفهم الرافض ل»الأرثوذكسي» يجسد تمسكهم بلبنان الواحد، ومواجهة التقوقع والتطرف». ولفت مكاري رداً على أسئلة الصحافيين إلى أن «هناك تواصلاً مع كل القوى ونأمل بالوصول إلى شيء يرضي جميع الفرقاء». وقال «لمن ساروا من الحلفاء المسيحيين بالمشروع الأرثوذكسي»: «الله يسامحهم». وقال حرب: «لسنا في موقع تصنيف موقف الحلفاء، والموقف المختلف عنا لا يعني أن هناك خلافاً والمبادئ الأساسية التي تجمعنا ما زالت كما هي»، معتبراً «أن الاقتراح الأرثوذكسي يدمر الوجود المسيحي والعيش المشترك في لبنان».