أطلقت الأممالمتحدة «سنة الكينوا العالمية»، وهي النبتة الملقبة ب «حبة الذهب» والمعروفة بمزاياها منذ حضارة الإنكا، وباتت اليوم تلقى رواجاً اقتصادياً وزراعياً وغذائياً في بوليفيا والبيرو. وتحتفي الأممالمتحدة، خلال العام الجاري، بسنة الكينوا العالمية، تكريماً لسكان منطقة الأنديز إذ نجحوا في الحفاظ على هذه النبتة التي تزرع منذ سبعة آلاف سنة، وكانت مادة أساسية في وجبات حضارات تعود إلى آلاف السنوات. وعيّن الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، العام الماضي، «مندوباً خاصاً» في منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بهدف الترويج لهذه «المادة الغذائية الخارقة». وسيشارك، إلى جانب السيدة الأولى في البيرو، نادين هيريديا، وهي سفيرة الكينوا الخاصة، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في إطلاق أحداث سنة الكينوا في نيويورك. والرئيس البوليفي، المتحدر من السكان الأصليين، كان في ما مضى مزارع كينوا، وما زال يشارك في زرع هذه النبتة في منطقة أورينوكا مسقط رأسه. وتعد بوليفيا المنتج والمصدر الرئيسي للكينوا، مع 70 في المئة من حصص السوق العالمية. غير أن جزءاً كبيراً من إنتاجها يهرّب إلى البيرو، التي تزرع فيها أيضاً هذه النبتة، ومعها الإكوادور وتشيلي والأرجنتين والبرازيل. ووفق معطيات رسمية، تنتج بوليفيا 48 ألفاً و500 طن من الكينوا في السنة الواحدة، في مساحة تمتد على 95 ألف هكتار. وتخصص نسبة 70 في المئة من هذا الإنتاج للتصدير، لا سيما إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا، في حين تتاح النسبة المتبقية للاستهلاك المحلي. أما البيرو، فتصدّر الكينوا إلى نحو 30 بلداً، وارتفعت صادرات هذه النبتة بنسبة 143 في المئة بين العامين 2008 و2012، وازدادت بأكثر من 92 في المئة منذ العام 2010. وقالت إلسا فالادارس، من المعهد الوطني للابتكارات في مجال الزراعة في البيرو: «نأمل بأن تشكل نشاطات الأممالمتحدة واجهة تعكس مزايا الكينوا»، وأضافت إن «الهدف يقضي بالترويج لحبة الذهب هذه التي نمتلكها، بغية تعميم منافعها في أنحاء العالم وتحفيز الطلب عليها». وستشارك نادين هيريديا من جهتها في نشاطات تنظمها الشركات البيروفية المصدّرة للكينوا، لعرض هذه النبتة التي تزرع في منطقة الأنديز، في محال بيع المواد العضوية في أميركا. ومن المزمع أيضاً أن تشارك في مأدبة غداء تقدم فيها وجبات تحتوي على الكينوا، ويعرض في سياقها شريط فيديو عن القيمة الغذائية ل «حبّة الذهب» هذه. وتأمل نادين هيريديا بأن يصبح «النظام الغذائي الخاص بمنطقة الأنديز، والمرتكز على الكينوا، معروفاً عالمياً. وتنتمي الكينوا إلى النوع المعروف علمياً ب «تشينوبودياسيي»، والمشتمل على الشمندر والسبانخ. اكتشفت مزاياها الغذائية (سهلة الهضم وخالية من الغلوتين وغنية بالحديد والبروتينات وأوميغا 3 وقليلة الدسم) في السبعينات من القرن العشرين في بلدان غربية. ولفت جيرمان غالاردو، من وزارة التنمية الريفية في بوليفيا، إلى أن «الكينوا هي المادة النباتية الوحيدة التي تحتوي على كل الحموض الأمينية الأساسية، وتتمتع بقيمة غذائية أكبر من الحليب والبيض، وقد توازي القيمة الغذائية للحوم». وتُجرى حالياً تجارب لزرعها في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، إذ إن هذه الحبوب تنبت في مناطق شبه قاحلة قد يبلغ ارتفاعها 4 آلاف متر عن سطح البحر. ولقّبت منظمة الصحة العالمية هذه النبتة ب «حبّة الذهب»، وهي محور حملة أطلقتها منظمة «فاو» لترويج منافعها وتعزيز احتمال استخدامها في مكافحة الجوع وسوء التغذية.