نفت ايران استلامها اقتراحاً لإغلاق منشأة فردو النووية (قرب قم) في مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في مؤتمر صحافي امس، إن بلاده لم تستلم أي اقتراح رسمي من مجموعة «خمسة+1» تتعلق بالمحادثات المرتقبة في في العاصمة الكازاخستانية ألما أتا في 26 الجاري. ورأي مهمانبرست أن ما يطرح حالياً من اقتراحات ليس رسمياً من جانب المفاوضين. واضاف: «علينا أن نرى كيف سيكون تعاطي الطرف الآخر (الأميركي) مع البرنامج النووي السلمي لإيران، وهل أن الإرادة والعزيمة الجادة وفق نهج منطقي متوافرة لديه أم لا؟». وكان مهمانبرست يشير إلى معلومات تحدثت عن اقتراح غربي عرض على الجانب الإيراني لتخفيف العقوبات الاقتصادية في مقابل غلق منشاة فردو النووية التي تعمل علي تخصيب اليورانيوم بدرجة مرتفعة. إلا أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الإيراني علاء الدين بروجردي، أكد أن بلاده لن توافق علي إغلاق أي منشأة نووية، بما في ذالك «فردو» التي تبعد 130 كيلومتر جنوبي العاصمة الإيرانيةطهران. وعن الفرصة التي يتيحها اجتماع ألما أتا لحل الأزمات الإقليمية والدولية، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إن «الجمهورية الإسلامية دولة قوية تمتلك مقومات عالية جداً، وبإمكانها أن تكون مؤثرة لحل الأزمات الإقليمية والدولية، وهي عملت وفق هذا النهج إلى الآن»، لافتاً إلى طرح إيران مناقشة قضيتي البحرين وسورية مع المجموعة الغربية، والذي «يأتي في إطار جهود الجمهورية الإسلامية لحل الأزمات الإقليمية وإيجاد الاستقرار والأمن في المنطقة»، مشدداً على عدم تدخل إيران في شؤون الدول الإقليمية. ونفي المزاعم التي تحدثت عن مشاركة خبراء نوويين إيرانيين في الاختبار النووي التي أقدمت عليه كوريا الشمالية أخيراً، معتبراً أن «مصدر الخبر غير موثوق». وعما إذا كانت إيران مستعدة لإغلاق موقع فردو النووي أو تجميد أنشطته بصورة موقتة، قال مهمانبرست إن الاجتماعات تعقد عادة ليعلن المندوبون الرسميون للدول وجهات نظرهم، وسيقدم مندوبو الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردهم بصورة رسمية. واعتبر التكهنات قبل انعقاد الاجتماع أمراً غير مؤثر، مشيراً إلى أن «ما يطرح من جانب وسائل الإعلام الغربية أو بعض الشخصيات، لن يكون قابلاً للدراسة حتى يطرح بصورة مباشرة من قبل مندوبي دول مجموعة «5+1»، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وأضاف: «أعلنا مراراً أن النهج المنطقي هو الطريق لكي تحقق المفاوضات النتائج المتوخاة، وإذا كان من المقرر إجراء هذه المحادثات بالتزامن مع التهديد والضغط، فإنها لن تصل إلى أي نتيجة». ورأي أن جولة المحادثات المرتقبة «فرصة مواتية لأميركا لكي تثبت مصداقيتها وحسن نواياها في دعوتها إلى الحوار مع إيران، من خلال الاعتراف رسمياً بحق إيران المشروع في امتلاك التقنية النووية».