أبدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في أثينا تضامن بلاده مع اليونان في الجهود التي تبذلها لتجاوز الأزمة الاقتصادية، وحض رجال الأعمال الفرنسيين على الاستثمار مجدداً في الدولة الأوروبية المتعثرة. وخلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء اليوناني أنطونيس ساماراس في أعقاب لقاء جمع بينهما، قال هولاند: «لم آتِ لأعبر عن ثقتي في اليونان فحسب، بل لأقول أيضاً لشركات بلادي إن عليها الاستثمار هنا». ووصل هولاند إلى أثينا في أول زيارة رسمية له إلى اليونان وبرفقته وفد كبير من رجال الأعمال، رغبة منه في تأكيد دعمه ليس شفهياً بل في شكل فعلي. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده مهتمة بالاستثمار في قطاعات الطاقة والسياحة والدفاع وإدارة المياه في اليونان. ووقِّع خلال الزيارة اتفاق تعاون بين البلدين في مجال السياحة، وعرض هولاند على اليونان مساعدة الخبراء الفرنسيين في إصلاح النظام الإداري والمالي والصحي، والذي تعهدت حكومة أثينا للجهات الدولية الدائنة «الترويكا» بإعادة هيكلتها. واستقبل ساماراس الرئيس الفرنسي بمراسم عسكرية. وأجرى هولاند محادثات مع ساماراس وشريكيه فى الائتلاف الحاكم، الاشتراكى إيفانغيلوس فينيزيلوس، وزعيم اليساريين الديموقراطيين فوتيس كوفيليس، كما التقى رجال أعمال فرنسيين ويونانيين. وقال هولاند خلال المؤتمر الصحافي إن بلاده لن تتمكن من تحقيق المعدل المستهدف للنمو الاقتصادي للعام الحالي. وأضاف: «يعلم الجميع أننا لن نحقق الهدف الخاص بعام 2013، أي معدل نمو يساوي 0.8 في المئة». وأردف أن المعدل المستهدف الجديد سيعلن بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل. تعتيم إعلامي وساد تعتيم إعلامي اليونان أمس، قبل 24 ساعة من الإضراب العام المقرر في أنحاء البلاد، والذي من شأنه أن يصيب الخدمات ووسائل النقل بشلل. واحتج العاملون في قطاع الإعلام أمس على سلسلة من خفض الوظائف في الهيئات الإخبارية في أعقاب تطبيق إجراءات تقشف. ولم تقدَّم نشرات إخبارية، تلفزيونية أو إذاعية، ولا حدِّثت المواقع الإلكترونية الإخبارية، ولن تُنشر صحف أو مجلات حتى غد. وانتقد الناطق باسم الحكومة سيموس كيديكوغلو تنظيم الإضراب يوم زيارة هولاند أثينا، وقال: «يريدون إفساد الزيارة بعدم تغطيتها». وغطت قناة «إن أي تي» الحكومية مراسم وصول هولاند، ولكن في شكل مقتضب، وكان يوجد فى اليونان حتى عهد قريب 11 قناة تلفزيونية و71 محطة إذاعية وأكثر من 22 صحيفة وطنية والكثير من المجلات الأسبوعية والشهرية، إلا أن الأزمة المالية التى بدأت عام 2010 أدت إلى تسريح أكثر من 30 في المئة من الصحافيين، وتوقف كثير من الصحف اليومية مثل «إبوجيفماتيني» والصحف الاقتصادية والمالية الأسبوعية، «كوزموس تو إبنديتى» و «إنفستورز وورلد» عن النشر. وتطالب نقابة الصحافيين بإبرام عقود عمل جماعية جديدة بعدما أكد العاملون فى المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة أنهم يتعرضون لضغط لإعادة التفاوض في شأن العقود، مع خفض الرواتب بما يصل إلى 30 في المئة. ودعت نقابتان رئيستان، عامة وخاصة، إلى إضراب واسع النطاق اليوم، ما أدى إلى إلغاء رحلات القطارات والعبارات في أنحاء البلاد، كما ستغلق إدارات الضرائب والبلدية والمدارس أبوابها، في حين ستعمل المستشفيات بأطقم الطوارئ.