أدلى الأرمن بأصواتهم أمس، لاختيار رئيسهم في انتخابات أشرف عليها اكثر من 600 مراقب دولي، واعتبر الرئيس المنتهية ولايته سرج سركيسيان الأوفر حظاً لكسبها أمام خصمه الرئيسي وزير الخارجية السابق رافي هوفانيسيان. ورفضت ثلاثة أحزاب كبيرة للمعارضة تشغل 48 من 131 مقعداً في البرلمان المشاركة في هذه الانتخابات، وهي حزب أرمينيا المزدهرة برئاسة غاكيك تساروكيان، وحركة المؤتمر الوطني الأرمني بزعامة الرئيس السابق ليفون تير بتروسيان، والاتحاد الثوري الأرمني داشناكتوشيان القومي. وقال سركيسيان بعد الإدلاء بصوته في يريفان: «أصوّت من اجل مستقبل أرمينيا، ومن اجل خير مواطنينا وعائلاتهم». وزاد: «نحتاج إلى انتخابات حرة ونزيهة كما نحتاج إلى أوكسجين. ولدينا اليوم كل الوسائل لتنظيم افضل انتخابات». وفي 2008، احتجت المعارضة على فوز سركيسيان عبر تظاهرات تحولت إلى مواجهات اثر تدخل الشرطة، ما اسفر عن عشرة قتلى. وفي 2012، وجهت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتقادات للانتخابات النيابية التي فاز بها الحزب الجمهوري بزعامة سركيسيان، متحدثة عن انعدام الديموقراطية. وشهدت نهاية الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية إطلاق نار في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي على المرشح باروير هايريكيان الذي أصيب بجروح في كتفه. وطالب هذا المنشق السوفياتي السابق بتأجيل الانتخابات، ثم سحب طلبه في اللحظة الأخيرة. واعتبر كيفورك بوغوسيان، رئيس جمعية علماء الاجتماع الأرمن إن هذا الهجوم «لن يؤثر في شرعية نتائج الانتخابات الرئاسية، لكننا لن نستطيع القول إن تنظيم الانتخابات خلا من شوائب». وهيمنت على الحملة الانتخابية المشاكل الاقتصادية التي يعانيها هذا البلد، في ظل ارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفساد. ويُفيد البنك الدولي بأن 36 في المئة من الأرمن يعيشون تحت خط الفقر. وخلال العقدين الماضيين، غادر حوالى مليون ارمني البلاد هرباً من البطالة، وبحثاً عن مستقبل افضل في الخارج. ويزيد حدة المشاكل الاقتصادية مشكلة اغلاق الحدود مع أذربيجان وتركيا بسبب خلافات. وتتنازع أذربيجان وأرمينيا منذ مواجهة مسلحة اندلعت لدى سقوط الاتحاد السوفياتي، السيطرة على ناغورنو قره باخ.