تعهد الرئيس الإكوادوري اليساري رافاييل كوريا بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة وأخيرة، استكمال «ثورة المواطن» في البلاد. وقبل انتهاء فرز الأصوات، نال كوريا 56.9 في المئة، متقدماً بفارق ضخم عن ابرز منافسيه المصرفي المحافظ غييرمو لاسو (23.8 في المئة) الذي أقرّ بهزيمته، إذ قال لأنصاره: «علي الإقرار بانتصار الرئيس رافاييل كوريا الذي فاز بولاية جديدة، وهذا يستحق احترامنا». واعتبر لاسو أنه بات «الزعيم السياسي الثاني في الإكوادور»، مشيراً إلى أن حزبه الذي أُسس قبل الحملة الانتخابية، تحوّل «القوة السياسية الثانية في الإكوادور». أما كوريا، فقال لعشرات الآلاف من أنصاره: «لا أحد يوقف هذه الثورة، إننا نصنع التاريخ. شكراً على ثقتكم. لن نخذلكم أبداً، هذا الفوز هو لكم». وأضاف متحدثاً من شرفة قصر الرئاسة: «في ثورتنا، المواطنون يمسكون زمام المبادرة، لا رأس المال. نحن هنا فقط لخدمتكم. لا شيء لنا، كل شيء لكم». وأهدى فوزه إلى نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز الذي عاد إلى بلاده بعد خضوعه في كوبا لجراحة رابعة لاستئصال ورم سرطاني، قائلاً: «سنتواجد في أي موقع يمكننا فيه أن نكون نافعين ونخدم أبناء وطننا وأشقاءنا في أميركا اللاتينية. هذا ليس نصراً للإكوادور فقط، بل للوطن الكبير أميركا اللاتينية». كوريا الذي يسعى إلى نيل أكثرية مطلقة في البرلمان، يأمل باستكمال «ثورته الاشتراكية»، خصوصاً أن آخر تقرير أصدره البنك الدولي عام 2011، أفاد بأن حوالى 30 في المئة من الاكوادوريين يعيشون تحت خط الفقر، وهذه نسبة تعهدت الحكومة خفضها الى 16 في المئة. وسيحكم كوريا (48 سنة) ولاية جديدة مدتها اربع سنوات وستكون الأخيرة بموجب الدستور. وكان كوريا رأس الاكوادور منذ 2007، وأُعيد انتخابه عانم 2009 بعد تبني دستور «اشتراكي». وبنى كوريا قاعدة قوية بين فقراء الاكوادور، بفضل برامج اجتماعية وبنى تحتية مُوِّلت من عائدات النفط المرتفعة التي تشكل المصدر الرئيس لدخل البلاد. لكن معارضيه يعتبرونه مستبداً، ويتهمونه بتهريب رؤوس الأموال وزيادة الإنفاق العام، وبقمع حرية الإعلام، إذ يشنّ حرباً علنية على وسائل الإعلام الضخمة الخاصة التي يتهمها بدعم تمرد للشرطة ضده عام 2010.