أبلغت وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة الأجهزة المعنية عن هرب فتاة سعودية من دار الحماية للفتيات في جدة، بعد مشاركتها في برنامج تدريبي على الحاسب الآلي، واستغلت عدم ملاحظة المسؤولين ولاذت بالفرار من الموقع. وحاولت «الحياة» التواصل مع مديرة دار الحماية والضيافة ابتسام الضالعي، بيد أنها ما زالت ترفض التجاوب والحديث، رغم الاتصالات المتكررة. وأكد مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي ل «الحياة» أن الفتاة الهاربة هي من فتيات الضيافة، وكانت ضمن المشاركات في برامج الدار، إذ انضمت مع زميلاتها إلى برنامج تدريبي على مهارات الحاسب الآلي، وأثناء ذهابها مع إحدى الاختصاصيات إلى مقر الدورة لاذت بالفرار، كون الاختصاصية لا ترافق الفتاة أثناء بدء فعاليات الدورة، مضيفاً «على الفور تقدمنا ببلاغ رسمي إلى الأجهزة المعنية عن هرب الفتاة، وما زال البحث عنها جارياً». وشكَت بعض فتيات دار الحماية (تحتفظ «الحياة» بأسمائهن) سوء معاملة مديرة الدار لهن، موضحات أنها تزيد عليهن الخناق والضغط، مضيفات «تم منعنا من الذهاب إلى مواعيد المستشفى أو الخروج إلى أي مكان إلا بعد تسليم هواتفنا إلى الإدارة»، رافضات مثل هذه المعاملة وسوء أو سحب هواتفهن كونهن لا يعشن داخل سجن. وأوضحت إحدى الفتيات (طلبت عدم ذكر اسمها) أن حياتها اختصرت داخل الدار وأصبحت لا تتجاوز النوم والأكل من دون وجود برامج ترفيهية، أو حتى حياة اجتماعية، مؤكدة أن مديرة الدار وصلت بها الحال إلى حرمان الفتيات من طلب «البرغر» و«البيتزا» من الخارج، معللة تصرفها ذلك بأن على الفتيات طهي ما يردن تناوله من وجبات، وغالبية الفتيات لا يجدن الطبخ. وأضافت «أصبحنا لا نسمع سوى الوعود، وحتى اليوم لم نرَ أي تطور إيجابي، وأيامنا تمر علينا ثقيلة بين أربعة جدران، إلى أن وصلت بنا الحال إلى الاستسلام للأمر الواقع، وكثير من الفتيات أصبحن يفضلن الزواج من أي رجل للفرار من هذه الجدران الأربعة التي تقتل أيامنا يوماً بعد يوم من دون أن يشعر بمعاناتنا أحد».