تعيش فتيات «دار الحماية» في جدة تحت ظروف صعبة وسيئة، إذ ترجمن تلك الظروف بالامتناع عن الطعام، والبكاء، ظناً منهن أن تلك الوسائل قد تساعد في الالتفات إلى معاناتهن، وإيماناً منهن أن الخيارين السابقين هما المطروحان أمامهن فقط حالياً. وتزداد العلاقة تعقيداً بين دار الحماية ومنسوباتها من الفتيات في حرمانهن من المراجعة الصحية للمستشفى بحسب تأكيدات فتيات في الدار تحدثن إلى «الحياة»، موضحات أنهن يتعرضن لسوء معاملة في الدار، مشبهات وضعهن بالسجينات. وتبين إحدى الفتيات (تحتفظ «الحياة» باسمها) أن لها في الدار أكثر من ستة أشهر لم تر فيها النور، إذ مكثت في دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة من دون قضية سابقاً، مضيفة «في الدار ملل وضيق وهمّ يزيد مع الوقت، ليس هناك أي برامج أو مسليات سوى الخياطة التي نحاول تعلمها من دون شهادة، لا يحدث لنا أي شيء نريد أن ندرس، أن نتعلم، نريد أن تكون ليومنا قيمة فأحياناً أتمنى أن لا أستيقظ». وأوضحت أن فتيات الدار ممنوعات من أبسط أدوات التسلية أو حتى التواصل كالجوال، وأنهن لا يسمح لهن بالذهاب إلى أي مكان رغم أنها من «بنات الضيافة» وليس عليها أي قضية، بعد أن رفض أهلها تسلمها. وتضيف «قبل أسابيع حدثت بيني وبين إحدى الفتيات مشاجرة، تهجمت علي دون سبب وأدمت جسدي وتسببت لي بجروح، والمراقبة حين رأت هذا لم تحاول أن تخلصنا بل أخذت حقيبتها وخرجت سريعاً من الدار والآن لي أسابيع لم أتلق العلاج اللازم». وشكت فتاة أخرى ل «الحياة» (فضلت عدم ذكر اسمها) أن وضعها زاد سوءاً حتى إنه تم منعها من الذهاب إلى عيادة الأسنان رغم ألم لثتها، ويأتي ذلك كعقاب من الإدارة لحديثها إلى الصحيفة، متسائلة «متى ينتهي هذا الحرمان؟». من جهته، أكد مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي ل «الحياة» أن المشكلات التي تعاني منها الفتيات تسير في طريق الحل، موضحاً أنهم يدرسون منح الفتيات شهادات في الخياطة، مضيفاً «نعمل على ذلك ونريدها أن تكون من طريق معهد حتى تأخذ شهادة ومن ثم تستطيع الحصول على وظيفة». وشدد آل طاوي على ضرورة العمل على أوضاع الفتيات إما بإعادتهن لأهاليهن أو تزويجهن، مضيفاً أنهم يعالجون وضعهن الاجتماعي والأٌسري، وأنهم يسعون إلى توظيفهن.