أدى اكتشاف خلية إرهابية على موقع «فايسبوك» إلى الاستعانة للمرة الأولى بتقنيات إلكترونية متطورة لحماية الأمن التربوي في المدارس الكندية. ففي أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، تلقى ايف سافارد مدير مدرسة «لو سومي» le Sommet في مقاطعة كيبك، اتصالاً هاتفياً من أحد طلابها أبلغه فيه أنه شاهد على موقع فايسبوك «تهديدات إرهابية» تستهدف المدرسة والتلاميذ والمعلمين والموظفين وتنفذ على ثلاث مراحل. وعلى التو ابلغ المدير الشرطة التي سارعت إلى القبض على أفراد الخلية المؤلفة من ثلاثة طلاب تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة. وإحالتهم إلى القضاء المختص بمحاكمة القاصرين. وأفادت تقارير الشرطة بأن مخطط الاعتداء المسلح كان محكماً وعن سابق تصور وتصميم. وأدوات الجريمة أسلحة أوتوماتيكية خفيفة وقنبلة معدة للتفجير. إلا أن التحريات والتحقيقات لم تؤد إلى العثور لدى الطلاب على أي لائحة تتضمن أسماء المستهدفين ولا على أي سلاح في خزائنهم المدرسية أو في منازلهم. وتعقيباً على هذه الوقائع المثيرة، قالت وزيرة التربية والتعليم في حكومة كيبك ماري مالنوي إنها «أول مرة نكتشف فيها مؤامرة للتخريب والقتل المتعمد وأبطالها قاصرون من مدارسنا». أما معلمة التلامذة سيلين ترامبلي فرأت أن «كثيرين من أمثالهم مولعون بما يشاهدونه على شاشات الإنترنت من عنف وتهديد دون التفكير بعواقبهما الوخيمة»، مشيرة إلى أن «التآمر للقتل بات مثالاً خطيراً على آفة الشبكات الاجتماعية». ويبدو أن الهاجس الأمني لحماية المدارس الكندية ما زال يقض مضاجع المسؤولين، وأنهم لم يفلحوا بالتوصل إلى حلول رادعة لمعالجة الأمن التربوي رغم ما اتخذوه من تدابير وقائية على خلفية حادثة مدرسة «نيو تاون» الأميركية من تدابير وقائية كالشروع بتشكيل خلية أزمة مكونة من إدارات المدارس والأهالي والطلاب والموظفين، أو تكليف بعض الأجهزة الأمنية بمراقبة المدارس، أو تجهيزها بآلات مراقبة وتصوير وأجراس إنذار وسواها. وفي غمرة هذا الارتباك الأمني، تقدمت إحدى الشركات المعنية بحماية المؤسسات الخاصة بالتعاون مع مجموعة البرمجيات في جامعة الفنون التطبيقية في مونتريال ( بوليتكنيك)، بمشروع للحكومة الكيبيكية يقضي بإنشاء بوابة إلكترونية في كل مدرسة رسمية تحميها بشكل نهائي من وقوع أي اعتداء مسلح. يقول صاحب الشركة كلود روي المتخصص بنظم السلامة للمنشآت المدنية إن هذا المشروع «يسمح بإبلاغ المعنيين في كل مدرسة بسرعة فائقة عن أي تهديد محتمل ورؤية أي زائر أو مشبوه أو عصابة مسلحة أو أعمال العنف بشكل واضح على شاشة إلكترونية». وتتولى إدارة المشروع الإشراف على التجهيزات الفنية وتدريب الأساتذة والموظفين وتعيين المسؤولين الأمنيين في المدارس للاتصال المباشر مع وزارة التربية عند اكتشاف أية محاولة مشبوهة أو عند حصول أي طارئ غير اعتيادي.