الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً. الحركة غير عادية في حي طانجة الشعبي (مدينة سطيفالجزائرية) على غير عادة الحي المعروف بهدوئه الصباحي خصوصاً في شهر رمضان. أطفال وشباب وكهول يتجمعون أمام البيت الواقع عند الزاوية. ما الخطب؟ يسأل كثيرون، وما هي إلا برهة ويأتي الجواب: إنه «مموش». ومموش عبارة تطلق في الجزائر على الصبي الصغير. لكن المعني هنا في العشرينات من عمره، عبدالمؤمن جابو صاحب آخر هدف في مونديال البرازيل من حيث التوقيت. حطم رقم ديل بييرو الذي سجل هدفاً في الدقيقة 120:18 فيما سجل جابو في شباك ألمانيا في الدقيقة 120:58. اليوم عاد الابن المدلل للديار بعد مشوار طويل مع «محاربي الصحراء» في البرازيل. في أول مشاركة له، سجل هدفين كان لهما وقع كبير على العائلة وأبناء الحي، وخصوصاً أن مشاركته في لقاءات المنتخب الجزائري كانت مطلباً شعبياً. وفي مناسبة عودتنه إلى دياره، كانت ل«مدرسة الحياة» هذه الدردشة معه: - ما شعورك في ضوء هذا الاستقبال؟ * لا يمكنك معرفة مقدار السعادة التي أشعر بها، لم أتوقع على الاطلاق هذا الاستقبال الشعبي، اعتقدت (يضحك) أني رئيس جمهورية. - كيف تصف لنا مشاركة الجزائر في المونديال ومشاركتك على وجه الخصوص في هذا العرس الكروي العالمي؟ * أعتقد أن الجزائر شرّفت الأمة العربية قبل الشعب الجزائري، تمكنّا من إثبات الذات أمام أكبر الفرق العالمية، أما مشاركتي فأعتقد أنها كانت متوسطة. - كيف لها أن تكون متوسطة وأنت من سجل هدفين أمام الدب الروسي والماكينات الألمانية؟ * أقول إنها متوسطة لأنني كنت أود تقديم أفضل مما قدمته، وكانت رغبتي أن أساهم في تأهل الجزائر إلى الدور الربع النهائي، إلا أن هدفي أمام ألمانيا في الدقيقة الأخيرة من الشوطين الإضافيين لم يكن كافياً لتحقيق التأهل، ففرحي لم يكتمل بالهدف الوحيد لأننا أقصينا من المنافسة. - أقصيتم لكن بشرف بشهادة الجميع... * لكن لو حققنا التأهل لكان أحسن. «مموش» ذكرى من الوالد خلال حديثه إلى «مدرسة الحياة» تدخلت والدة عبد المؤمن جابو مقبلة إياه ومؤكدة أنها كانت تدعو الله كثيراً لكي يربح. وبكت وهي تقول إنها كانت تصلي ليربح ابنها وكذلك الفريق الجزائري. وقالت عن ابنها إنه «محبوب من الجميع، فهو يدخل الفرحة في أبناء حيه الذين يعشقون فريق وفاق سطيف الذي يلعب معه مموش، وكثيرا ما صنع أمجاد الفريق بأهدافه». وأضافت أن «مموش هو الاسم الذي كان يناديه به والده رحمه الله، تركه وهو في السنة الأولى من عمره وبعد أن علم بهذا عندما كبر تعلق بالاسم وأحبه كثيراً تكريماً لوالده». الجدير بالذكر أن السلطات المحلية لمدينة سطيف خصت جابو باحتفالات تكريم عدة.