تمكن لاعب كرة القدم الجزائري عبد المؤمن جابو، الذي يلقب ب "ميسي الجزائر"، نظراً لما يتمتع به من مهارات كروية ساحرة، من إعلان انطلاقته الدولية، بعدما سجل هدفاً جميلاً، خلال فوز فريقه على كوريا الجنوبية بنتيجة 4-2 الأحد الماضي، ضمن منافسات كأس العالم 2014. و أوضح جابو أن الجزائر لن تلعب المباراة الثالثة التي ستجمعها مع روسيا غداً، من أجل التعادل فقط وإنما للفوز بالنقاط الثلاث، مشيراً إلى أنهم يفكرون في بلوغ الدور الثاني ومن الخطأ دخول مباراة روسيا بنية تحقيق التعادل، بل للفوز على رغم أن نقطة واحدة تكفينا للتأهل لدور ال16 في المونديال. تربى "ميسي الجزائر" يتيماً، إذ توفي والده بعد مولده بعام، لكن أوجد لنفسه مكاناً واضحاً في قلوب أبناء بلده، فكان اسمه كان على لسان مناصري "ثعالب الصحراء" في مواجهة أصبحوا فيها أول منتخب أفريقي في تاريخ المسابقة يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة. كانت الدقيقة 38 من المواجهة التي انتظرها الجزائريون 32 عاما بعد فوزهم الأخير في مونديال اسبانيا، جالبة الحظ لجابو، فأثبت انسجامه مع ياسين إبراهيمي وسفيان فغولي وإسلام سليماني ليعزفوا جملا فنية كروية رائعة في بورتو اليغري. اعتمدت عليه منتخبات الفئات العمرية منذ نعومة أظفاره بفضل مراوغاته ولعبه الفني الجميل، وكان استدعاؤه للمنتخب الأول بعد كأس العالم 2010 إلى لقاء ودي، ثم منحه المدرب عبد الحق بن شيخة الفرصة للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين عام 2011 في السودان فتألق وبلغ نصف النهائي حيث خسرت بلاده أمام تونس. لم يحظ جابو بالثقة، بعد رحيل بن شيخة عقب هزيمة المغرب برباعية مراكش، مع البوسني وحيد خليلودزيتش فكان يلعب دقائق قليلة بعد أن يؤكد مدرب باريس سان جرمان الفرنسي السابق أن جابو يعاني من مشكلات بدنية ما كاد يفجر أزمة بين الرجلين. رفع راية التحدي وطالب بمنحه فرصة كاملة لمحو الصورة السيئة التي رسمها خليلودزيتش عنه فأبدع أمام سلوفينيا ودياً، مؤكداً استحقاقه اللعب إلى جانب النجوم الكبار، وبدل وحيد رأيه بعبد المؤمن ووصفه بعد تلك المباراة بأنه "كان في القمة تكتيكيا"، وانبهر شيخ المدربين رابح سعدان بتطور مستواه قائلاً: "كان وراء كل المحاولات الهجومية التي شنها الخضر". أبصر عبد المؤمن النور في سطيف، أحد أكبر المدن الجزائرية الواقعة في شمال شرقي البلاد، عام 1987 بعد جيل جزائري جبار اسقط جبروت ألمانيا الغربية في مونديال 1982 قبل أن يخرج برأس مرفوعة اثر مؤامرة مع النمسا. ظهرت موهبته مبكراً والتحق بمدرسة وفاق سطيف، فتدرج في الفئات العمرية حتى الفريق الأول الذي كان يضم نجوماً على غرار فارس فلاحي ويسعد بورحلي في 2005-2006، لكن في ظل كوكبة النجوم فضلت إدارة وفاق إعارته إلى فريق مولودية العلمة في 2006-2007 من أجل أخذ فرصة لعب أكبر وتفجر مواهبه، فتألق في البابية لافتاً أنظار أندية أخرى، لكنه عاد إلى وفاق. جذب تألقه الأندية الأوروبية، فاقتنصه سيون السويسري، لكنه لم يتأقلم مع الأجواء بسبب خجله فعاد بعد شهرين إلى سطيف. وعلى رغم إثبات قدرته في البداية، إلا أن ذلك لم يشفع له بخرق تشكيلة وفاق سطيف المتألق محلياً وقارياً آنذاك، فأعاره إلى اتحاد الحراش في 2009 -2010 في منعطف حاسم في مسيرته، فأبهر الجميع بإمكاناته وساهم بالعديد من الأهداف بفضل تمريراته الساحرة. وبعد موسم ونصف مع الحراش، عاد ابن النادي إلى كنفه لموسمين جديدين حيث حقق الكثير مع "النسر الأسود" واكتسب نضجاً كروياً كبيراً. بعد اختياره أفضل لاعب في الجزائر كان حذراً في الاحتراف مجددا، جرب وجهة الدوري التونسي في حزيران (يونيو) 2012، وبعدما اختلف عليه الترجي والأفريقي وقع مع الأخير ونال رضى جماهير النادي، بعد تأكيد رئيس وفاق إن كالياري الايطالي وموناكو الفرنسي (آنذاك درجة) ثانية بحثا عن ضمه. وحاول الأهلي المصري إقناعه ووصلته عروض مغرية من الخليج، لكن فضل البقاء مع الأفريقي والانتقال فقط إلى أوروبا. بعد بكاء والدته وصلواتها من سطيف، يريد جابو فرصة جديدة للتأكيد انه يستحق اللقب الممنوح "ميسي الجزائر" له وتقديم خدمة التأهل إلى الدور الثاني لأبناء بلده كي يبقى اسمه على كل شفة ولسان.