شهدت محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) أمس واقعة لافتة تعكس انتقال ظاهرة «أخذ الحق باليد» التي انتشرت بين المصريين في ظل الانفلات الأمني، إلى الدولة ممثلة في وزارة الداخلية. وكانت البداية مع مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين تقطنان منطقة عشوائية في المدينة التي تباكى رئيس الوزراء هشام قنديل على تردي الخدمات فيها، أسفرت عن إصابة عدد منهم، واستدعى تفاقم العنف تدخل قوات الأمن، فحضرت قوة أمنية من مديرية أمن بني سويف للسيطرة على الموقف، وخلال المواجهة قُتل ضابط يُدعى هشام كمال الدين طعمة بعدما أصيب بالرصاص في قدمه. واستنفرت السلطات الأمنية للقبض على المتهم بقتل الضابط الذي تمكنت التحريات من تحديد هويته، وذكرت أنه مسجل خطر اعتاد البلطجة ويدعى حسام أبو الرجال، وبالفعل تمكنت قوة أمنية من تحديد مكان اختبائه ودهمته وأوقفته. وفيما كان الضباط يحكمون سيطرتهم على المتهم، كانت قيادات الشرطة في المحافظة تُشيّع الضابط القتيل في جنازة عسكرية يسودها الغضب والاحتقان من فقد هذا الشاب حياته. وبدل من أن تتوجه القوة الأمنية بالمتهم إلى أحد المقار الأمنية تمهيداً لعرضه على النيابة ومحاكمته، طاف الضباط بالمتهم شوارع المدينة بعدما أوسعوه ضرباً إلى أن انتهى المطاف به في الجنازة ليسحله المشيعون من الأهالي والضباط حتى لفظ أنفاسه تحت أقدامهم، ووصل إلى مستشفى حكومي جثة هامدة.