قلّل استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب من تأثير الإعلام الرياضي في المجتمع، خصوصاً في لاعبي وإدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مؤكداً أن انتماء اللاعب لناديه يفوق انتماءه وولاءه ل«منتخب الوطن»، مشدداً على أهمية رفع «الحس الوطني» لدى لاعبي كرة القدم وقال: «الإعلام الرياضي في الفترة الراهنة لا يوجد له تأثير واضح، لأن المجتمع أصبحت لديه قناعة عالية ضد هذا النوع من الإعلام، فالمجتمع بدأ يشعر بأن التحليلات الإعلامية تنطلق من البعد الاجتماعي أو المصالح الشخصية، لذلك الإعلام ليس له أثر كبير في الوقت الراهن كما كان عليه في السابق، لأن المجتمع يعتبر هذه التحليلات تنطلق من آراء شخصية، وليس من منطلق خبرات، وأرى أن الإعلام الرياضي أصبح تأثيره ضعيفاً». وأضاف: «بالنسبة للاعبين والمعنيين بالمنتخب، فلا يؤثر فيهم الإعلام الرياضي، لأنهم اعتادوا عليه منذ أعوام طويلة، فأصبحت لديهم مناعة من هذه التعليقات، وإذا أردت أن تعرف مدى التأثير، انظر إلى فرحة اللاعب السعودي عندما يسجل هدفاً، إذ ستجده أقل فرحة من سواه، وكذلك عندما يخسر المنتخب، فإن أثر الهزيمة أقل من سواه، لذلك فإن التأثير الإعلامي في اللاعبين ليس كبيراً، كما أن اللاعب أصبح مهتماً كثيراً بحقوقه المادية بسبب الاحتراف، ولم يعد يهتم بالإعلام وغيره، كما أن المحللين الرياضيين لا يثق بهم، وسبب الهزيمة هو ضعف الانتماء الوطني، والدليل أن المستويات التي يقدمها اللاعبون مع فرقهم أفضل بكثير مما يقدمونه للمنتخب بسبب الانتماء المناطقي والمالي، لأن اللاعب يتقاضى من النادي أكثر مما يتقاضاه في المنتخب، لذلك يخشى على قدميه من الإصابة، ومن حق اللاعبين أن يتقاضوا مبالغ ضخمة، ومن ينازعهم في ذلك فهو حسود، طالما أن النظام لم يقنن من هذه المبالغ». وزاد: «الانتماء المناطقي في السعودية أقوى من الانتماء للدولة، لذلك نجد اللاعبين يخلصون للأندية أكثر من المنتخب، ويأتي بعده الانتماء المادي، والشهرة عامل كبير، لكنها تتحقق في النادي أكثر من المنتخب، بسب قلة مباريات المنتخب، وكثرة متابعي الدوري في السعودية أو في خارجها كدول الخليج، والدليل منازعة القنوات الخليجية على شراء حقوق الدوري السعودي، لذا المنتخب لن يضيف للاعب شهرة». وحول الطريقة المثلى لمساعدة المنتخب السعودي في تجاوز أزمته مع اللاعبين، قال الدكتور الحبيب: «لا بد من رفع مستوى الحس الوطني للمجتمع كاملاً وليس للاعبين فقط، لأن الجماهير أيضاً أقل حماسة من الجماهير الأخرى، كما أن ما يحدث في الإعلام الرياضي يعود لطبيعة المجتمع السعودي، فالمجتمع ينتقد بعضه بعنف، وهذا جزء من طبيعة السعوديين مع بعضهم البعض، والإشكالية في علاقة الفرد السعودي مع نفسه، وعلاقة السعودي مع السعودي، ولا نستطيع تحجيم القضية في الرياضة والمنتخب فقط، فلدينا مشكلات في البنية الاجتماعية وفي علاقة الفرد بالآخر، ولا بد من العمل على تنشئة الأجيال المقبلة لإنقاذ الوطنية، فنحن ننتمي إلى بلاد الحرمين، وإذا لم ترتفع الوطنية لدينا، عند من سترتفع؟ وإذا كان الدعاة ورجال الدين يشتمون ويقذفون، فلا تستغرب ما يحدث من شتم وقذف للاعبين».