في تهديد جديد جاء بعد يومين على تنفيذها تجربتها النووية الثالثة منذ العام 2006 والتي ندد بها العالم، حذرت كوريا الشمالية من قدرتها على امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات لمواجهة ما وصفتها ب «القوى المعادية»، وتعزيز قدرتها على الدفاع عن نفسها. وتعتقد واشنطن بأن الهدف النهائي لكوريا الشمالية هو تصميم صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي لضرب الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن مقالة نشرتها صحيفة «رودرونغ سينمون»، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، انه «إذا كان لدى الإمبرياليين ترسانة نووية وصواريخ باليستية عابرة للقارات وأنواع أخرى من الأسلحة، فيجب ان تمتلكها كوريا الشمالية ايضاً»، علماً ان الشمال يستخدم غالباً كلمة «الامبريالية» لوصف الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة ان «القدرة النووية لبيونغيانغ خيار مبرر، وستساهم في السلام الحقيقي لكل البشرية»، مشددة على ان الولاياتالمتحدة «ستواجه عدواً لا يرحم في حال تحدت الشمال. ولا مساومة في المعركة الأخيرة كي يعلو صوت انتصار استقلال البشرية، وتوجه ضربة لإنهاء الامبريالية». واكدت «رودرونغ سينمون» ان كوريا الشمالية غير خائفة من العقوبات الدولية، وانها ستثابر مع شعبها لبناء بلد قوي، والدفاع عن سيادته. وفي محاولة منها لتهدئة مخاوف من تأخرها تكنولوجياً عن كوريا الشمالية، عرضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لقطات مصورة لصواريخ من طراز «كروز»، خلال اطلاقها من مدمرات وغواصات واصابتها اهدافاً وهمية، مشيرة الى ان هذه الصواريخ تستطيع ضرب أي مكان في الشمال. وقال كيم مين سيوك، الناطق باسم وزارة الدفاع: «صاروخ كروز الذي كشف اليوم سلاح موجه بدقة يستطيع تحديد نافذة مكتب قادة كوريا الشمالية واصابتها». وما زالت الدولتان الكوريتان في حال حرب نظرياً، لأن الحرب الكورية التي استمرت من 1950 الي 1953، انتهت بهدنة لم تتوّج بمعاهدة سلام. اليابان وقدرات الدفاع إلى ذلك، صرح وزير الدفاع الياباني ايتسونوري أونوديرا، بأن بلاده «تملك حق الحصول على إمكانات لشن ضربة وقائية ضد أي هجوم وشيك، في ظل بيئة أمنية متغيرة، لكنها لا تعتزم تنفيذ ذلك الآن». وزاد: «حين تتواجد نية واضحة لمهاجمة اليابان، يصبح الخطر وشيكاً ولا خيارات أخرى لها إلا ضرب أهداف للعدو، لكن في ظل المناخ السياسي لليابان والديبلوماسية القائمة على السلام التي التزمتها، لم يحن وقت تكوين مثل هذه القدرات، واهمها تعزيز الدفاع في مجال الصواريخ الباليستية». ويمكن أن يسبب ظهور أي مؤشر على تحرك اليابان في اتجاه تحقيق هذه القدرة في مواجهة البرنامج النووي لكوريا الشمالية قلقاً للصين وكوريا الجنوبية، واللتين ردتا بقوة سابقاً على تلميحات بإمكان اتخاذ طوكيو هذا القرار. ودعا أونوديرا الصين إلى الانضمام إلى الولاياتالمتحدةواليابان ودول أخرى في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، مشيراً الى أن بيونغيانغ مضت قدماً في التجربة، في تحدٍّ لطلب بكين عدم تنفيذ هذه الخطوة. وقال: «اعتقد بأن الصين أكثر الدول قلقاً من هذه التطورات، واحضها على التعاون مع اليابان لانشاء خط ساخن وقنوات اتصال أخرى، من اجل منع صدامات غير مقصودة بسبب الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي»، مكرراً أن هذه الجزر «ملك لليابان». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما جدد في اتصال هاتفي اجراه اول من امس مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، تأكيد التزام بلاده الدفاع عن اليابان، حتى باستخدام «مظلة نووية» اميركية بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية. وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن اوباما وآبي تعهدا العمل في شكل وثيق لايجاد رد مناسب في مجلس الأمن»، علماً ان آبي الذي سيزور واشنطن هذا الشهر اجرى ايضاً محادثات الاربعاء الماضي مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك. على صعيد آخر، اعلن وزير الخارجية الاسترالي بوب كار ان بلاده لن تستقبل وفداً ديبلوماسياً من كوريا الشمالية لبحث فتح سفارة لبيونغيانغ في العاصمة كانبيرا، بسبب التجربة النووية للدولة الشيوعية المنعزلة. لكن كار أوضح أن بلاده ستسمح بوجود ديبلوماسي لكوريا الشمالية في كانبيرا «لأننا نرى ان هناك قيمة في وجود ديبلوماسي لكوريا الشمالية». وكانت بيونغيانغ اضطرت عام 2008 الى اغلاق سفارتها في استراليا، بسبب ضائقتها المالية وارتفاع التكاليف.