في ظل ضجة نابعة من صدمة وغضب، تحاول فرنسا فهم كيف أقدم عاطل من العمل (42 سنة) على الانتحار حرقاً، في خطوة نادرة في هذا البلد تعكس اليأس المتزايد في مجتمع يواجه ارتفاع نسبة البطالة. وانتحر الشاب الجزائري جمال شعاب المقيم في فرنسا في شكل قانوني، حرقاً الأربعاء، أمام وكالة تابعة للهيئة العمومية التي تدير ملفات حوالى ثلاثة ملايين عاطل من العمل أي حوالى 10 في المئة من اليد العاملة الفرنسية. ووقعت المأساة في نانت غرب فرنساالمدينة التي يتحدر منها رئيس الوزراء الحالي جان مارك إرولت الذي أعرب عن «تأثره الشديد» كما فعل الرئيس فرنسوا هولاند. وشعاب متزوج ولا أبناء له وكان مديناً للوكالة التي أخذت عليه عدم إعلانه أنه يعمل نهاية 2012 وطلبت منه تسديد ما تقاضاه مقابل العلاوات التي دفعت إليه. وأعرب الرجل عن نواياه الانتحارية أولاً في رسالة شفهية تركها على الخط الهاتفي المخصص للعاطلين من العمل ثم في رسالة إلكترونية إلى صحيفة «برس أوسيان» الإقليمية. واتصل به حينها مستشارون لمساعدته على التوصل إلى حلول بديلة (علاوة التضامن وتمديد مدة الدفع) لكن مبادراتهم ظلت من دون أجوبة كما أفاد مكتب التوظيف. وشوهد الرجل الأربعاء يصل إلى مقر الوكالة «راكضاً والنار تشتعل فيه». وألقى عليه الشرطيون بطانية ورشّوه بجهاز الإطفاء لكن بعد فوات الأوان، لأنه صبّ على نفسه البنزين وأشعل النار عند محطة الحافلة قبل أن يقطع ركضاً عشرة أمتار كانت بينه وبين مكتب التوظيف. وصرّح وزير التوظيف ميشال سابان الذي انتقل الأربعاء إلى مكان الحادث بأن «كل شيء بذل» للحؤول دون وقوع هذه المأساة. وأكدت جمعية الدفاع عن العاطلين من العمل أن «نسبة الانتحار بينهم ستة أضعاف تلك النسبة بين بقية السكان». وفي آب (أغسطس) الماضي، أقدم عاطل من العمل (51 سنة) على الانتحار حرقاً في مانت لاجولي عندما كان في لقاء مع مستشار هيئة اجتماعية أخرى، وهي صندوق العلاوات العائلية.