لندن، دمشق، نيويورك - «الحياة»، ا ف ب، رويترز- تعقد الهيئة السياسية ل «الائتلاف الوطني» للمعارضة السورية اجتماعاً في القاهرة غداً (الخميس) وصفته مصادر قريبة من المجتمعين بانه سيكون «حاسماً» لجهة اتخاذ قرار بشأن المبادرة التي اطلقها رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب، والتي قال انه قرر تمديد المهلة التي منحها للنظام للتجاوب معها، بعد ان حدد نهار الاحد الماضي مهلة نهائية لها. واعلنت مفوضة حقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي امس ان عدد قتلى الحرب في سورية يقترب من 70 الف شخص، ودانت اخفاق مجلس الامن في الاتفاق على تحرك لوقف العنف. وكانت بيلاي اعلنت الشهر الماضي ان عدد القتلى وصل الى 60 الفاً. وفيما تستمر الاتصالات بين اطراف «الائتلاف» و»المجلس الوطني» للتوصل الى توافق على مبادرة الخطيب، اكد رئيس «المجلس» جورج صبرا، في اتصال مع «الحياة» من لندن، ان هناك تحفظات كثيرة عن المبادرة. وقال ان اي تجاوب مع الدعوة التي وجهها وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر للقاء الخطيب في جنيف سوف يخضع للقرار الذي سيتخذ غداً في اجتماع القاهرة. وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اكد ان اي حوار مع المعارضة لانهاء الازمة يجب ان يجري على الاراضي السورية. واتهم صبرا اجهزة النظام السوري بتدبير محاولة الاغتيال التي استهدفته مع قادة آخرين في «المجلس الوطني» عند عبورهم الحدود التركية مع سورية. وقال ان بقاءهم لفترة داخل الاراضي السورية لتفقد احوال اللاجئين هناك سمح للاجهزة الامنية بمراقبة تحركاتهم. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اكد ان الانفجار الذي وقع عند المركز الحدودي بين تركيا وسورية نتج عن تفجير سيارة مفخخة، وقتل بنتيجته 14 شخصاً من سوريين واتراك. وقال ان الحكومة التركية «ستتخذ من دون تردد الاجراءات اللازمة» حين تتضح «ملابسات هذا الاعتداء بالكامل». من جهة اخرى صرح الناطق باسم «الائتلاف الوطني» وليد البني ل «الحياة» أن الاجتماع الذي سيعقد غداً سيقوم بصياغة مبادرة الخطيب بالشكل الذي يمكن طرحها من أجل الوصول إلى حل سياسي تكون نتيجته انهاء نظام الأسد بكل مكوناته والانتقال بسورية من الاستبداد إلى الديموقراطية. وقال إن المبادرة بعد إقراراها سيتم تقديمها إلى الشعب السوري وأصدقاء سورية والمجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن. وكانت الهيئة السياسية ناقشت المبادرة في اجتماع أخير لها في القاهرة نهاية الشهر الماضي واعتبرتها اجتهاداً شخصياً للخطيب. وشددت على أن هدف أي حوار ينبغي ألا يتجاوز مبدأ «التفاوض حول رحيل النظام». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى «دعم مبادرة الخطيب» وحض «السلطات السورية على إطلاق المعتقلين السياسيين وفعل كل ما يلزم لإطلاق الحوار السياسي وإطلاق الموقوفين وخصوصاً النساء». وأشار بان، في حوار في مركز العلاقات الخارجية في نيويورك، الى أن «السوريين غير مستعدين للتحدث الى بعضهم والنظام السوري لا يزال قمعياً كما كان ولا يمكن لمجلس الأمن أن ينتظر انتهاء الفراغ من تلقائه». وأضاف أن «الشعوب في العالم العربي تريد تغييراً حقيقياً وليس تجميلياً ولكن التجارب في أماكن أخرى تبين أن الانتقال يمكن أن يتحقق، رغم أن طريقه مليئة بالحجارة». وكرر بان دعوة الدول الى وقف إرسال الأسلحة الى كل الأطراف في سورية معتبراً أن «ليس هناك أي حل عسكري ممكن للأزمة». وأعلنت القيادة المشتركة ل «الجيش السوري الحر» أنها ليست ضد مبادرة الخطيب «على رغم أنها ولدت ميتة»، وجاء في بيان القيادة: إننا مع أي مبادرة تساعد على وقف قتل وهدر دماء السوريين... علماً أننا على يقين أن النظام ومنذ اللحظة الأولى استعمل العنف والحل الأمني والعسكري». واعتبر البيان ان النظام «يلجأ الآن للاحتيال والخداع في مسرحية هزلية للتفاوض بغية إفشال كل المساعي والجهود الديبلوماسية والإنسانية». ودعا إلى «توسيع التوازن الشعبي في كل كتائب الجيش السوري الحر لتضم كافة مكونات المجتمع السوري القومية والإثنية والمذهبية لكي يكون الجيش الحر جيشاً لكل الوطن». على الصعيد الميداني، استولى مقاتلو المعارضة امس على مطار الجراح العسكري في محافظة حلب. ونقلت وكالة «رويترز» عن احد القادة العسكريين للمعارضة انهم استولوا على طائرتين سليمتين من طراز «ميغ» وعلى كمية من الذخائر كما وجدت في المطار 40 طائرة مقاتلة غير صالحة للخدمة. وقال ان الاستيلاء على هذا المطار يقطع طريق امدادات النظام بين حلب ومناطق شرق سورية، خصوصاً في محافظة الرقة. وهذه المرة الاولى التي تسقط طائرات حربية من طراز «ميغ» في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سورية. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق لكن الطائرات فيه لم تكن صالحة فيه للخدمة. كما استولوا في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب الذي كان يضم مروحيات معظمها دمرت او اصبحت خارج الخدمة. واعلنت كتائب اسلامية بدء «هجوم واسع» على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. ويحاول مقاتلو المعارضة منذ اشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالاضافة الى مطار منغ العسكري في ريف حلب. وقد اقفل مطار حلب الدولي منذ بدء هذه السنة امام حركة الملاحة. وذكر بيان ل «الجيش السوري الحر» ان عناصر من لواء «عباد الرحمن» التابعة لالوية «احفاد الرسول» اعترضوا موكب سيارات مصفحة في منطقة برزة بدمشق كان يضم أربعة من كبار الضباط من الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري التي يقودها ماهر الأسد ومرافقيهم، وتمكنوا من قتل العميد سعيد ظريفة رئيس أركان الفرقة الرابعة وهو أحد أصدقاء ماهر الأسد ومن الضباط الذين أشرفوا على عملية تدمير حي باب عمرو في مدينة حمص.