ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن الحكومة الاسكتلندية رضخت على ما يبدو للضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عليها، وتخلت عن خطتها للإفراج عن ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي الذي تمت إدانته بتفجير طائرة أميركية فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية. وذكرت مصادر رفيعة المستوى للصحيفة أنه «ليس هناك أي إمكان للإفراج عن المقرحي وعودته إلى ليبيا الأربعاء المقبل (غداً) وفقاً للتوقعات السابقة». وكان المقرحي الذي يقضي فترة عقوبة بالسجن مدة 27 سنة على الأقل في أحد السجون الاسكتلندية، تخلى عن استئناف قدمه ضد الحكم بإدانته بعد تقارير عن قرب الإفراج عنه لأسباب إنسانية بسبب إصابته بسرطان البروستاتا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تدخلت لدى الوزير الأول في اسكتلندا أليكس سالموند بعد معارضتها الشديدة للإفراج عن المقرحي. وتقول «ذي تايمز» إن سالموند استدعى كيني ماكاسكيل وزير العدل في حكومته التي تتمتع بحكم ذاتي محدود، للاجتماع معه أخيراً، وسط مخاوف من أن يؤدي قرار الإفراج عن المقرحي إلى رد فعل دولي، «لذلك تخلى ماكاسكيل عن خطته للسماح للمقرحي بأن يغادر اسكتلندا قبل بدء شهر رمضان، لأنه كان يخشى من أن يتم استقباله هناك استقبال الأبطال». وكانت محكمة اسكتلندية عقدت في هولندا دانت المقرحي بتفجير طائرة ركاب أميركية فوق مدينة لوكربي في كانون الأول (ديسمبر) 1988، ما أدّى الى مقتل 270 شخصاً. وقالت الحكومة الاسكتلندية أمس إن وزير العدل سيصدر قراره في شأن مصير المقرحي خلال الأيام العشرة المقبلة. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناطقة باسم الوزير أنه «ألغى كل أعماله لدرس هذا الأمر. ونتوقع أن يصدر قراراً قريباً جداً، وسيصدر بياناً عاماً»، مضيفاً أن الإعلان سيكون «خلال الأيام العشرة المقبلة». وأفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أمس بأن وزير الدولة البريطاني لشؤون الأعمال بيتر ماندلسون التقى سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي قبيل صدور معلومات عن احتمال الإفراج عن المقرحي. وأشارت إلى أن اللقاء حصل فيما كان ماندلسون يمضي إجازته في جزيرة كورفو اليونانية، لافتة إلى أن الوزير وسيف الإسلام حلا ضيفين على إحدى الفيلات. وقال ناطق باسم ماندلسون للصحيفة: «جرى حديث سريع تناول السجين»، لكنه أكد أن الوزير لا علاقة له بأي قرار قد تتخذه الحكومة الاسكتلندية في شأن مصير السجين، وان اللقاء «تم بالصدفة».