إلى جانب جواز السفر «المفيّز»، وحقيبة سفره وأوراق الاعتماد وجهاز الحاسب الآلي «المحمول» أحياناً، يضع كثيرٌ من الطلبة السعوديين «المبتعثين» عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث حلم النجاح والوصول إلى قمة الإبداع، بعدما أن يسّر لهم البرنامج، أولى درجات السلم نحو العلم والنجاح، ولتزهر خيرات الابتعاث على شجرة البرنامج بابتكاراتهم واختراعاتهم في شتى مجالات العالم، على رغم تحديات الغربة والبعد عن الأهل والوطن. وبين دعوات ذويهم لهم بالتوفيق والنجاح، وبين هتافات لآخرين يرون أن كل ما في الابتعاث هو «شر»، ترك الكثير من «المبتعثين» أفعالهم ونجاحاتهم وحتى «اختراعاتهم» تجيب على الطرفين، لتقول للطرف الأول: «نحن نسير في الطريق السليم، ولن نخيب رجاءكم»، لتكحل أعين الطرف الآخر بمرأى ما حققوا من ابتكار. فمن الشرق الآسيوي الأقصى وحتى الغرب الأميركي، استطاع 150 ألف مبتعث سعودي أن يبحروا بزوارق عقولهم في مختلف بحور العلم، مصطحبين معهم ابتكارات واختراعات، نافسوا بها مختلف طلاب العالم، وحاملين راية العلم بأفكار تفيد العالم أجمع، طب وعلوم طبيعية وهندسة وغيرها من المجالات، استطاعوا من خلالها ابتكار الكثير من الاختراعات التي من شأنها خدمة البشرية جمعاء، مثل ابتكار «الحساس الكيماوي» للمبتعثة السعودية، سهام أبو زاهرة، الذي يهدف إلى كثير من العمليات الحيوية في جسم الإنسان، ويسهل على كثير على الباحثين والأطباء عملية تركيب الأدوية اللازمة للتعرف على أسباب الأمراض. كما شملت تلك الابتكارات اكتشاف الطفرة الوراثية لأمراض القلب التاجية للمبتعث نايف المنشتري، واكتشاف علاج لمرض السرطان الذي اكتشفه المبتعث الدكتور صالح الغامدي، وابتكار الحذاء المساعد لفاقدي البصر الذي يرشد منتعليه إلى النطق للمبتعث بندر عسيري، وآخرها حصول المبتعث السعودي حسين اليامي على براءة اختراع في تكسير المواد الهيدروكربونية الثقيلة، الذي من شأنه أن يرفع كفاءة تكرير مواد النفط وتنقية مياه الشرب. يُذكر أن الملحقية السعودية في أميركا أبرمت العام الماضي عقداً مع مكتب محاماة أميركي لمعالجة طلبات براءات الاختراع للطلبة السعوديين المبتعثين لديها، لمساعدتهم في الحصول على براءات الاختراع هناك.