كشف فنان تشكيلي ظهور محاولات عدة للربط بين الموسيقى والألوان، لافتاً إلى أن كليهما «موجات صوتية وضوئية كهرومغناطيسية. كما أن لكل منهما ترددات. إما منخفضة أو مرتفعة، قد تدركها العين أو الأذن». وذكر الفنان علي الجشي أن «وصف اللون يعتمد على عامل يرجع إلى المشاهد أو المستمع، ومورثاته ومكتسباته الحسية، وعامل الفنان أو الموسيقي الذي يجيد ربط نغمات الصوت أو اللون». وقال الجشي خلال أمسية فنية تشكيلية أقامها فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء أول من أمس: «إن وضع أسس وقواعد مدروسة لكل منهما كفيل بأن نستمتع بالصوت والجمال، ومن دون هذه الأسس لا نستطيع أن نتفق على إطلاق التسميات الدقيقة للصوت واللون، فجميع المجالات الصناعية والتجارية لا بد من تحديد مواصفات الإنتاج من خلال اللون أو الصوت أو الطباعة». وذكر خلال الأمسية التي أدارها عضو لجنة الفنون التشكيلية الفنان محمد المصلي أنه «يمكن الاستفادة من علم اللون في مجالات الأزياء والطباعة والطب والعلاج بأنواعه والهندسة والتخطيط والإعلان والدعاية والديكور والتصميم الداخلي»، مردفاً أن «أثر اللون الانفعالي في اختيار اللون له دور نفسي وعاطفي، وينحى الإنسان باتجاه رد فعل إيجابي أو سلبي تجاه الألوان، فالإحساس بدفء اللون يعطي شعوراً جميلاً، والإحساس ببرودة اللون يعطي شعوراً بالهدوء، واللون يؤدي دوراً حيوياً في مجال الفراغ الداخلي، في تحقيق التأثير المطلوب في سلوك الناس الذين يوجدون في تلك الفراغات». وأوضح الجشي أن «اعتماد الأسس والقواعد الجمالية المرتبطة باللون تشكل المظهر الجمالي الذي سيتخذه في التصميم الداخلي وفي صورته النهائية من خلال التأثيرات التشكيلية المختلفة التي تضفيها الألوان من خلال العلاقة بينها من ناحية، ومن ارتباطها بالخط والمساحة والشكل والضوء والخامة المستخدمة، سواءً أكان في الديكور أم العمل الفني»، مضيفاً أن «الألوان لها معان ومدلولات ترتبط في عقلنا الباطن. وقد تكون نتيجة لخبرات بعضها موروث في الجنس البشري. وبعضها مكتسب من الحياة، واللون يرتبط في أذهاننا بما نسجله من مؤثرات، تتبعه من صوت وظروف يستدعيها الدماغ، حين نمر بالظروف نفسها، ويختلف الناس في تحديد مدلولات الألوان بحسب ارتباطهم بالأحداث والظروف التي يمرون بها. لكن توجد دلالات عامة يتفق عليها في حال ارتباطهم بالثقافة والبيئة والمناخ».