تكرر مشهد المواجهات بين الأمن والمتظاهرين على أبواب قصر الاتحادية الرئاسي في مصر خلال احتجاجات نظمتها قوى ثورية وشبابية في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. كما احتشد آلاف في ميدان التحرير ورددوا هتافات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين». وعمد متظاهرون إلى قطع طرق وجسور رئيسية، وأوقفوا حركة سير مترو الأنفاق لساعات، ونظموا مسيرات جابت الشوارع الرئيسة في العاصمة قبل أن يستقر بعضها في ميدان التحرير، فيما توجه آخرون إلى قصر الاتحادية الذي شهد إجراءات أمنية مشددة. وبدأت المواجهات بين الأمن والمتظاهرين بعدما أُلقيت زجاجات حارقة على القصر، فيما حاول عشرات المتظاهرين كسر بوابته الرئيسة. وأطلقت قوات الشرطة قنابل مسيلة للدموع وطاردت مدرعاتها التي خرجت من باحة القصر المتظاهرين في محيط الاشتباكات. وقبل وصول المسيرات، نصبت قوات الحرس الجمهوري المتاريس الحديد والأسلاك الشائكة أمام بوابات القصر، كما تمت تعلية أسواره لمنع وصول الزجاجات الحارقة والحجارة إلى ساحته الداخلية، فيما شوهدت قوات تضع أكياس من الرمل على أسوار القصر لتحصينه، وسط معلومات عن نشر قناصة وأسلحة رشاشة فوق بنايات القصر لصد أي هجوم يستهدفه في ظل تهديد جماعات مجهولة باقتحامه. وكانت محكمة مصر الجديدة أطلقت أمس 19 متهماً في أحداث الهجوم على قصر الاتحادية الرئاسي الجمعة الماضي، لكن النيابة العامة طعنت على القرار. وقررت قوى إسلامية متحالفة مع الرئيس مرسي وجماعته «الإخوان المسلمين» التظاهر يوم الجمعة المقبل في ميدان نهضة مصر في الجيزة «تأييداً للشرعية». ودعت «الجماعة الإسلامية» التي أرجأت تظاهرات الأسبوع الماضي «مختلف القوى الإسلامية إلى الحشد يوم الجمعة المقبل أمام جامعة القاهرة للدعوة إلى احترام اختيارات الشعب المصري وعدم القفز عليها والالتزام بالتغيير عن طريق الصناديق الانتخابية». من جهة أخرى، رشحت هيئة كبار العلماء في الأزهر أستاذ الفقه شوقي إبراهيم عبدالكريم علام مفتياً جديداً لمصر خلفاً لعلي جمعة الذي تنتهي ولايته مطلع الشهر المقبل، على أن يُرفع هذا الاختيار إلى الرئيس لإصدار قرار جمهوري بتعيينه. وعلام مجهول انتماؤه السياسي، إذ لم تصدر عنه سابقاً مواقف سياسية. وكان يُفترض أن تنتهي العام الماضي فترة ولاية جمعة الذي عُين العام 2003، لكن المجلس العسكري الذي أدار الفترة الانتقالية مد له عاماً جديداً، وطلبت هيئة كبار العلماء من الرئاسة التمديد له عاماً ثانياً، لكن الطلب قوبل بالرفض بحجة تجاوزه سن الستين. والمفتي الجديد أستاذ في الفقه الإسلامي والشريعة في فرع جامعة الأزهر في مدينة طنطا، كما عمل في سلطنة عُمان. وله مؤلفات ودراسات تهتم بوضع المرأة في الإسلام وحقوقها السياسية في المجتمعات الحديثة. وهو أول مفتي ينتخب وفقاً لتعديلات قانون الأزهر الذي عهد بالأمر إلى هيئة كبار العلماء، بعدما كان الرئيس يُعين المفتي مباشرة. واختارت لجنة من هيئة كبار العلماء تسعة ممن تنطبق عليهم شروط تولي المنصب من بين أكثر من 20 مرشحاً، ثم انتهت إلى ترشيح ثلاثة فقط خاضوا المنافسة في اقتراع سري جرى أمس وشارك فيه 23 عضواً من هيئة كبار العلماء بينهم شيخ الأزهر أحمد الطيب والشيخ يوسف القرضاوي والمفتي السابق نصر فريد واصل. وأكد واصل ل «الحياة» أن المفتي الجديد «لا ينتمي إلى أي تيار سياسي، وهو رجل دين لم يخض في غمار العمل السياسي». وقال إن «فكره يتسم بالوسطية التي تربى عليها في الأزهر الشريف». من جهة أخرى، أمرت النيابة أمس بضبط وإحضار أستاذ البلاغة في جامعة الأزهر الداعية السلفي محمود شعبان للتحقيق معه في شأن اتهامه بالتحريض على قتل وإهدار دم قادة «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة.