وضعت ورشة عمل حلولاً لمجمل القضايا التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة شكلت خارطة طريق، الهدف منها وضع حد للمعوقات التي تواجه هذه المنشآت، من خلال إعادة رسم واقعها الاقتصادي بالتركيز على تنمية القدرات وإبداع الابتكار ونشر ثقافة العمل الحر وسط الشباب الطامحين، بينما كشفت الورشة عن وجود نحو 800 ألف عمل تجاري في المملكة، يستحوذ الرجال على 92 في المئة منها، والنساء على 8 في المئة فقط. وناقش المشاركون في ورشة عمل «الأفكار النيرة لملاك المنشآت الصغيرة والمتوسطة» التي نظمتها غرفة تجارة الرياض، ممثلة في مركز الرياض لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبالتعاون مع برنامج انطلاقة مساء أول من أمس، في مقر الغرفة، جملة من المعوقات والتحديات التي تواجه هذه المنشآت، وتحول من دون مساهمتها بصورة فاعلة في دعم الاقتصاد الوطني، على رغم توافر عوامل نجاحها والمتمثل في وجود بنية اقتصادية تحتية قوية، بها العديد من الفرص الواعدة لانطلاقة هذه المنشآت. وأكد عضو مجلس الأمناء بمركز الرياض لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ناصر الماضي، أن تنظيم الورشة يأتي ضمن اهتمام الغرفة بتنمية وتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيداً بالتعاون الوثيق بين الغرفة وبرنامج انطلاقة وجهودهما المشتركة لدعم أصحاب هذه المنشآت وتطوير خبراتهم وتوفير المعلومات التي تساعدهم على النهوض بمشاريعهم. وتحدث مدير برنامج انطلاقة نواف المسرع، معدداً مساهماته في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل 94 في المئة من حجم إجمالي المشاريع في المملكة، وأنه يوجد نحو 800 ألف عمل تجاري في المملكة، يستحوذ الرجال على 92 في المئة منها، والنساء على 8 في المئة، وتبلغ مساهمتها في الناتج المحلي بين 28 و 32 في المئة، وتبلغ نسبة مساهمتها في تشغيل القوي العاملة 24 في المئة. وقال المسرع، إن معظم المشاريع توجد في قطاع التجارة، ما يعنى أنها مشاريع استهلاكية، موضحاً أن المنطقة الوسطى تستحوذ على العدد الأكبر من هذه المشاريع بنسبة 36 في المئة. وأضاف أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه المنشآت، منها تركزها في المدن الكبرى وعدم الاهتمام بالقرى، وانخفاض نسبة مساهمة العنصر النسائي فيها، إضافة إلى عدم توافر الوعي الكافي بأهمية هذه المشاريع وسط العديد من الشباب. وأشار مدير برنامج انطلاقة إلى أنه على رغم هذه التحديات، إلا أن هناك العديد من الفرص التي توفر إمكان النجاح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، منها تعدد المحافظ التمويلية، وارتفاع القوى الشرائية في السوق السعودية، بجانب زيادة حجم الإنفاق الحكومي، ما يساعد على ارتفاع نسبة التشغيل لهذه المشاريع، إضافة إلى الاهتمام الذي توليه الدولة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعدد الجهات التمويلية، وتوافر بنية تحتية ملائمة تساعد على تحقيق أهدافها. وأكد أنه على رغم توافر هذه العوامل للنجاح إلا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة دائماً يصاحبها الفشل، مبيناً أن السبب في ذلك يرجع إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية، تتمثل في ضعف الخبرة، والاختيار الخطأ لفكرة المشروع وغياب التخطيط السليم، وعدم الاهتمام بالنجاح بسبب غياب الرؤية والإستراتيجية، والتركيز على الربح السريع، إضافة إلى عدم وجود حسابات مالية ودراسات جدوى، وانخفاض المبيعات، وعدم وجود الميزة التنافسية للمنتج. من جهته، دعا مسؤول التدريب والتطوير في برنامج انطلاقة الحارث العمري، الشبان إلى البحث عن الفرص واغتنامها، موضحاً أن الأفكار النيرة تتميز بعدد من السمات، منها القابلية للتغيير. وأضاف: «الحصول على الأفكار النيرة يأتي من خلال عوامل كثيرة، منها السوق والهواية والاختصاصات»، موضحاً أن رائد الأعمال الناجح ينبغي أن يتمتع بعدد من الصفات، منها المثابرة والصبر والقدرة على اتخاذ القرار والابتكار واقتناص الفرص. واعتبر العمري أن من الأنماط السلبية لرائد الأعمال اكتشاف الفرص وعدم اغتنامها، والتبسيط المخل للأفكار والاقتناع بما هو متاح.