كشف إحصاء حديث لوزارة العدل عن أن الوزارة سجلت 27 قضية محاولة «انتحار» خلال الثلاثة أشهر الأولى من مطلع العام الحالي، مشيرة إلى أن مدينة الرياض سجلت 12 محاولة انتحار، بينما بلغت عدد المحاولات في منطقة مكةالمكرمة أربعاً، وفي كل من مدن الدمام وتبوك وعرعر هناك محاولتان، في حين لم تتجاوز عدد محاولات الانتحار المسجلة في مدن حوطة بني تميم والأحساء وحائل وضمد وسكاكا أكثر من حالة واحدة. وأوضح دكتور مختص بالأمراض النفسية محمد القحطاني في حديث إلى «الحياة»، أن 90 في المئة من محاولات الانتحار جاءت من النساء بسبب الاضطرابات النفسية، مشيراً إلى أن مسببات لجوء بعض الفتيات إلى الانتحار هو المشاكل الأسرية والوضع الاقتصادي، لعدم تلبيه أبسط الحاجات، الأمر الذي يجعلهن يعتقدن بأنهن مضطهدات من بين أفراد أسرتهن، وقال: «معاناة الفتيات من اضطرابات نفسية لا يشعر بها أفراد الأسرة خلال الفترة الأخيرة، تجعلها تتطور لتصل إلى مرحلة الاكتئاب، ما يجعلها تفكر بالانتحار، عكس فئة الشباب الذين قد يجدون الفرص متاحة أمامهم أكثر من الفتيات». ومن جانبها، ذكرت الاختصاصية الاجتماعية ابتسام النوري، أن محاولات الانتحار لا يمكن أن تكون ظاهرة متفشية في المجتمع، وإنما توجد حالات فردية كانت تعاني من اضطرابات نفسية، ومصابون بحالات الاكتئاب المزمن، إذ إن عيادات الطب النفسي لا تسجل تزايداً في معدلات الانتحار بين المراجعين. وأضافت: «إن محاولات الانتحار قد تكون بسبب عنف كان يواجهه الشخص أو الفتاة أثناء الصغر، ونتج منه تراكمات، وكذلك كالأزمات المادية والصدمات المصاحبة لتلك الأزمات أيا كان نوعها، وتعتبر هذه الأسباب من أقوى الأسباب للإقدام على الانتحار». وتابعت: «يجب على الأبوين متابعة بناتهما، خصوصاً في الفترة الحالية، لأن الفتاة تواجه صراعات مع المتغيرات التي تعيشها من الثورة المعلوماتية، التي تجدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والاختلافات بين الأديان والعادات والتقاليد وبين المؤيد والمعارض لبعض هذه العادات، لذلك ضروري من الأب والأم الاقتراب إلى أبنائهما والتحدث معهن باستمرار».