دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في أول تصريح صحافي منذ توليه منصبه هذا الأسبوع، إيران إلى التعامل بجدية مع المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي، خلال اللقاء المقرر مع الدول الست الكبرى في العاصمة الكازاخستانية المآتي في 26 الشهر الجاري. وقال: «الكرة في ملعب إيران. المجتمع الدولي مستعد للتجاوب، إذا حضرت إيران وأبدت استعدادها لمناقشة الأمور الجوهرية ومخاوف برنامجها النووي». وزاد: «إذا لم يفعلوا ذلك، سيكون خيارهم هو مزيد من عزل أنفسهم»، علماً أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أعلن أن الدول الكبرى ستقدم عرضاً مقبولاً لإيران في المآتي. وأكد الوزير الأميركي أن الولاياتالمتحدة تتمسك بجعل الديبلوماسية تنتصر في المواجهة مع البرنامج النووي الإيراني، «إذ أن الرئيس باراك أوباما أوضح أنه مستعد للحديث عن برنامج نووي سلمي، وأن إيران تملك خياراً، وليس نحن في ما يتعلق بالطريق التي تريد سلوكها. وفي حال لم نتوصل إلى حل فالرئيس أوباما مستعد لتنفيذ كل ما هو ضروري للتأكد من عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً». وشدد كيري على ضرورة إثبات الإيرانيين للعالم أن برنامجهم النووي سلمي، ونحن مستعدون للجلوس والتفاوض حول كيفية تحقيق ذلك، وكيف يمكن أن نكون راضين جميعاً عن مطالب الأممالمتحدة». وأضاف أن «الإدارة الأميركية والرئيس الأميركي أوضح أنه يفضل الحل الديبلوماسي ولكن في حال لم يتم التوصل إلى هذا الحل فإنه مستعد للقيام بكل ما هو ضروري للتأكد من عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً». وكانت إيران ومجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) أجرت محادثات في بغداد في أيار (مايو) الماضي، حين طالبت الدول الغربيةإيران بوقف تخصيب اليورانيوم. وبسبب عدم استعداد الدول الغربية لرفع العقوبات عنها، انسحبت إيران من جولة المحادثات التالية في موسكو في حزيران (يونيو). على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» الأميركي معاناة غالبية الإيرانيين من العقوبات الغربية المفروضة على بلدهم، خصوصاً على صعيد نقص الأدوية، لكنهم لا يزالون يدعمون البرنامج النووي الإيراني. وأكد 83 في المئة من ألف إيراني جرى الاتصال بهم عبر الهاتف بين كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين أنهم يعانون من العقوبات الدولية في حياتهم اليومية. واعتبر نحو نصف الأشخاص المستطلعين الولاياتالمتحدة مسؤولة رئيسة عن هذا الوضع، في حين ألقى 10 في المئة منهم باللائمة على طهران، واتهمت نسبة أقل إسرائيل أو أوروبا بالتسبب في الوضع القائم. وعلى رغم العقوبات، رأى 63 في المئة من الإيرانيين المستطلعين أن بلدهم «يجب أن تواصل تطوير منشآتها النووية». وتعتمد الولاياتالمتحدة منذ شهور استراتيجية مزدوجة ترتكز على فرض عقوبات اقتصادية تزداد تشدداً ضد طهران، في موازاة استمرار المحاولات لإجراء مفاوضات ديبلوماسية. وتكرر الولاياتالمتحدة أن عقوباتها لا تشمل المواد الغذائية الأساسية، لكن تقريراً أجراه معهد مستقل أخيراً أكد أن إيران بدأت تشهد نقصاً في الأدوية.