قال مسؤول ايراني كبير يوم الجمعة إن اي هجوم عسكري على منشآت طهران النووية قد يؤدي الى انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية في بيان لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة إنه في حالة شن هجوم فإن الحكومة قد تضطر حينئذ لطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووضع أجهزة الطرد المركزي في أماكن "أكثر أمنا." وألقت تصريحات سلطانية الضوء على مخاوف خبراء نوويين غربيين عدة يخشون من أن الهجمات العسكرية على إيران بهدف منعها من تطوير أسلحة نووية قد تأتي بنتائج عكسية وقد تدفعها إلى نقل برنامجها النووي بأكمله الى أماكن سرية. وتزيد التكهنات باحتمال إقدام اسرائيل على قصف ايران التي تهمتها بالسعي لامتلاك قدرات نووية بينما تنفي طهران التهمة وتقول ان الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة تمثل تهديدا للامن الإقليمي. وقال سلطانية في تصريحات أمام مجلس المحافظين إنه إذا تعرضت إيران لهجوم "فهناك احتمال أن يجبر البرلمان (الايراني) الحكومة على وقف عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة أو حتى مع أسوأ سيناريو أن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي." وردا على تصريحات سلطانية قال ايهود ازولاي سفير اسرائيل لدى الوكالة الدولية "اعتقد انهم سيقومون بذلك على اية حال في المستقبل القريب لذا أنا لست مندهشا." ومضى يقول "عندما يقومون باول تفجير نووي سينسحبون على ما اعتقد" مضيفا بانه يرى ان ايران "تحذو حذو" كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية اول بلد ينسحب من المعاهدة في عام 2003 ورفضت ايضا دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقعها النووية. واجرت بيونجيانج تجارب نووية في 2006 و2009. وقالت ايران وهي احدى اكبر الدول المنتجة للنفط ان برنامجها النووي سلمي ويهدف لتوليد الكهرباء. ومثل باكستان والهند لم توقع اسرائيل على المعاهدة كما لم تنف او تؤكد امتلاكها لاسلحة نووية رغم اعتقاد خبراء في الامن وحظر الانتشار النووي بانها تملك بضع مئات من الاسلحة النووية. وقالت إسرائيل انها ستوقع على المعاهدة وتنبذ التسلح النووي بشرط إبرام اتفاقية سلام موسعة مع الدول العربية وايران تنص على ضمان امنها. وتعتبر اسرائيل والولاياتالمتحدةايران الخطر الرئيسي على حظر الانتشار النووي في العالم. وتقول ايران والدول العربية ان القدرات النووية الاسرائيلية تهدد السلام والامن الاقليمي. وفي بيان من 11 صفحة تغلب عليه لهجة التحدي -مما دفع دبلوماسيا غربيا للقول بانه "شديد التشاؤم" عن جولة جديدة من المحادثات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف ديسمبر- قال سلطانية ان الملف النووي الايراني "ينبغي غلقه على الفور" وان تعود عمليات التفتيش التي تجريها الاممالمتحدة فيما يخص بلاده الى "طبيعتها." وقال "هذا هو السبيل الوحيد الذي يشجع ايران على اظهار المزيد من المرونة باتخاذ خطوات طوعية." وتسعى الوكالة الدولية لاستئناف تحقيق متوقف منذ فترة طويلة بشأن شكوك باحتمال قيام ايران بابحاث تخص صنع قنبلة ذرية ويتهم مسؤولون غربيون طهران بعرقلته. وقال سلطانية ان الاسلحة النووية لا جدوى منها ولا تؤدي إلا إلى إثارة التوتر وان اي عمل عسكري ضد بلاده لن يثنيها عن تخصيب اليورانيوم. واليورانيوم المخصب له استخدامات مدنية وعسكرية وطالبت سلسلة من القرارات الصادرة في مجلس الأمن الدولي منذ عام 2006 بأن توقف إيران نشاطها النووي وهو ما ترفضه الجمهورية الاسلامية. وقال سلطانية "إيران تتقن تكنولوجيا التخصيب.. يمكنها ببساطة استبدال المنشآت المتضررة." وأضاف في بيان مطول للمجلس أن إيران "مستعدة تماما لايجاد حل لحفظ ماء الوجه وعبر التفاوض يحقق انفراجة من الجمود الحالي." وانتقد دبلوماسي غربي بيان سلطانية للمجلس وقال إنه احتوى على "مزاعم سخيفة للغاية." ووصلت المحادثات بين ايران والقوى العالمية الست -الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا- التي تهدف لايجاد حل سلمي للنزاع القائم منذ عقد من الزمن الى طريق مسدود في يونيوحزيران حين انفض اجتماع دون التوصل لنتيجة. ويقول كلا الطرفين في الوقت الراهن انهما يرغبان في استئناف الحوار في اقرب وقت بعد اعادة انتخاب الرئيس الامريكي باراك اوباما لفترة رئاسية ثانية ويتوقع دبلوماسيون ان تستضيف اسطنبول اجتماعا جديدا في ديسمبر كانون الاول او يناير كانون الثاني. وواجهت ايران عقوبات غربية مشددة تأمل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في ان تجبرها على كبح برنامجها النووي. لكن سلطانية قال "لم يكن للعقوبات الغربية أي تأثير يذكر على أنشطة التخصيب."