قتل 29 عراقياً، على الأقل، وأصيب حوالى سبعين، بانفجار أربع سيارات مفخخة في بغداد وجنوبها أمس. وكانت كركوك شهدت اول من امس عمليات استهدفت مراكز الشرطة وأدت إلى مقتل وإصابة المئات. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح إلى «الحياة»، أن «هجمات اليوم (امس) طاولت منطقة الشوملي جنوب محافظة بابل ومدينة الكاظمية، وبلغت حصيلتها 52 ضحية قضى منهم 18 شخصاً، تسعة في كل موقع و20 جريحاً في الكاظمية و14 في الشوملي». وأوضح: «وقع في جنوب بابل هجومان، الأول بسيارة «كيا سيفيا»، انفجرت داخل سوق شعبية، ثم تلتها سيارة صغيرة من نوع «دايو»، كانت في مرأب على بعد عشرات الأمتار من الانفجار الأول، والهدف قتل أكبر عدد من المدنيين». وأشار إلى أن» هذه الهجمات وما سبقها تأتي في سياق حملة لزرع الرعب داخل نفوس الناس ومصادرة حقهم بحياة آمنة كريمة». وتابع: «تم تشكيل لجان تحقيق للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء مثل هذا الخرق وتقييم الجهد الأمني في المناطق التي استهدفها الإرهاب». وفي بغداد، قال مصدر في وزارة الداخلية إن «16 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من أربعين آخرين بجروح جراء انفجار سيارتين مفخختين». وكانت الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل 11 شخصاً وجرح حوالى ثلاثين في الهجوم. وأضاف المصدر أن الانفجار الأول وقع حوالى التاسعة صباحاً، في سوق لبيع الطيور في منطقة الكاظمية. وبعد دقائق قليلة انفجرت سيارة ثانية في المكان ذاته، ما أدى إلى وقوع الضحايا». وفرضت قوات الأمن بعد وقوع الانفجارات، إجراءات مشددة على مداخل الكاظمية، حيث مرقد الإمام موسى الكاظم سابع الأئمة لدى الشيعة الاثني عشرية. وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، قال ضابط برتبة نقيب إن «13 شخصا قتلوا وأصيب 47 في انفجار سيارتين مفخختين». وأوضح أن «سيارة مفخخة انفجرت عند مدخل ناحية الشوملي (35 كلم جنوب الحلة)، أعقبها بوقت قصير انفجار سيارة ثانية عند سوق شعبية وسط الناحية». وقتل نحو 102 أشخاص خلال الأسبوع الماضي جراء أعمال عنف، بينها هجمات انتحارية في عموم العراق، كما قتل 246 شخصاً خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، ما جعله الشهر الأكثر دموية منذ أيلول (سبتمبر). وغالبا ما يتبنى تنظيم «القاعدة» تنفيذ هذه الهجمات التي تستهدف مواقع أمنية ومناطق ذات غالبية شيعية. وتتزامن الهجمات مع توتر الأوضاع السياسية في العراق جراء استمرار الاعتصامات والتظاهرات في محافظات سنية شمال بغداد وغربها، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المتهمة ب «تهميش السنة» وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين، خصوصا النساء. وأكد الخبير الأمني أحمد المعيني، وهو عميد سابق في الجيش، في تصريح إلى «الحياة»، أن «الهجمات الأخيرة في كركوك وما جرى اليوم (امس) في الحلة والكاظمية، محاولات لجر البلاد إلى اقتتال أهلي، باستغلال أجواء الاحتقان السياسي، فتراهم (المسلحين) يحاولون إثارة الأكراد والتركمان والعرب في كركوك بعضهم ضد بعض، واستفزاز الشيعة وتحريضهم على السنة، وتعزيز الشعور لدى السنة بانهم ضحية ظلم الشيعة». وأعرب عن اعتقاده بأن «الأجواء الآن تشبه تماماً أجواء الحرب الأهلية بين عامي 2004 و2005». وأشار إلى أن «كل المعطيات على الصعيدين السياسي والأمني، قابلة للتطور في اتجاه خيارات غير وطنية، مثل اللجوء إلى إعلان إقليم سني». وحمل الحكومة الاتحادية «المسؤولية الأولى والرئيسية، لأنها حتى الآن لم تثبت جديتها في معالجة خلل إداري فاضح في أداء أجهزة الدولة كافة، خصوصاً الأجهزة الأمنية التي مارست ضغوطاً كبيرة فاقت تحمل المواطن، وما تبعه من ابتزاز وانتهاكات لحقوق الإنسان». إلى ذلك، دعا النائب عن «القائمة العراقية» سالم دلي المنظومة الأمنية إلى «ترتيب خططها الاستراتيجية، بدءاً من القادة إلى معايير التعامل مع المواطنين، لتوفير المعلومات فضلاً عن إعداد ملاكات أمنية جيدة».