حقق المنتخب السعودي فوزاً ثميناً على ضيفه الصيني بهدفين في مقابل هدف، جاءت عن طريق فهد المولد (24)، ونايف هزازي (75) في مستهل منافسات المجموعة الثالثة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا، بعد مباراة مثيرة أعادت الابتسامة للمدرج الأخضر، وكانت بمثابة بارقة أمل بعودة هيبة المنتخب السعودي بعد التغييرات الفنية والإدارية التي أعقبت الإخفاق في كأس الخليج ال21 في البحرين. تجاوز المنتخب السعودي خطوط الحذر باكراً، وانطلق لاعبوه نحو الخطوط الأمامية مع أول صافرة، بحثاً عن هدف يعزز حظوظهم في ووضع اليد على النقاط الثلاث كاملة. قابل الضيوف بتحفظ واعتماد على الكرات المرتدة السريعة، وعلى رغم الأفضلية السعودية في الاستحواذ على الكرة، إلا أن الخطورة لم تواز تلك السيطرة، إذ وجد ناصر الشمراني وفهد المولد صعوبة بالغة في اختراق الدفاعات الصينية، ما جعل الدور الأكبر على سلمان الفرج ومصطفى بصاص من الأطراف، وأيضاً تيسير الجاسم من العمق، وكاد تيسير الجاسم أن يصل للشباك الصينية بتسديدة قوية أبعدها الحارس بصعوبة. ولاحت فرصة مواتية لسلمان الفرج بعدما تلقى كرة عرضية نجح في ترويضها، إلا أنه سدد الكرة في جسم الحارس مهدراً فرصة ثمينة، ووسط الصراع الكروي ينسل فهد المولد بين المدافعين خلف كرة أرسلها مصطفى بصاص، غمزها الأول بكل أناقة في أقصى الزاوية اليسرى كهدف أول (24)، اشتعلت معه مدرجات الملعب، إلا أن الفرحة السعودية لم تدم طويلاً، بعد أن تمكن النجم الصيني زهاو من إدراك التعادل مستفيداً من سوء تفاهم لاعبي الأخضر (30)، وكان قبلها أرسل زهاو قذيفة ارتطمت بالعارضة. اشتد الصراع في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، وتبادل الطرفان السيطرة الميدانية، وإن كانت الهجمات الصينية حملت خطورة بالغة، خصوصاً عندما يشارك فيها العملاق زهاو. وفي الشوط الثاني، ارتفعت حدة الإثارة في ظل السعي الحثيث من لاعبي الأخضر في الوصول مرة أخرى لشباك الضيوف، وكاد ناصر الشمراني أن يستثمر كرة تأخر المدافعون في إبعادها، إلا أن الشمراني سدد كرة ضعيفة، وفي المقابل استمر الضيوف في الاعتماد على الكرات المرتدة التي خفّت خطورتها بعد أن بدأ لاعبو خط الوسط في القيام بالمساندة الدفاعية بشكل أفضل. المدرب الإسباني لوبيز زجّ بالمهاجم نايف هزازي سعياً إلى تفعيل خط المقدمة، ووقوفاً عند مطالبات الجماهير التي هتفت باسم هزازي مع مطلع الشوط الثاني، وكان هزازي عند حسن ظن الجميع عندما انبرى لكرة عكسية من الجهة اليمنى، ووضعها بكل قوة على يمين المرمى كهدف ثان (75)، وكاد أن يضيف هدفاً ثالثاً بتسديدة تصدى لها المدافع، وعاد هزازي برأسية لم يكتب لها النجاح. وفي الدقائق الأخيرة دفع المدرب السعودي لوبيز بأحمد عسيري عوضاً عن تيسير الجاسم قبل أن يزج بحسن معاذ بدلاً من سلمان الفرج، وكادت الصين أن تعود إلى نقطة البداية، عندما تحصل مهاجمها على كرة بمواجهة وليد عبدالله، إلا أن كامل الموسى كان حاضراً ذهنياً وبدنياً، وأنقذ الموقف في اللحظة الأخيرة، وزاد المنتخب الصيني من ضغطه الهجومي في الوقت بدل الضائع، وسنحت له أكثر من فرصة تكفل بإبعادها المدافعون تارة والحارس وليد عبدالله تارة أخرى، حتى آخر صافرة في المباراة.