صوفيا، القدسالمحتلة، بيروت - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - اثار اتهام الحكومة البلغارية «حزب الله» اللبناني بالوقوف وراء تفجير مدينة بورغاس في 18 تموز (يوليو) الماضي، وأدى الى مقتل خمسة سياح اسرائيليين ومواطن بلغاري، ردود فعل واسعة في اسرائيل والولاياتالمتحدة اللتين سارعتا الى تحريض اوروبا لاعتبار الحزب «منظمة ارهابية». ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتحاد الاوروبي الى «استخلاص النتائج» حول «حزب الله». واعتبرت الادارة الاميركية ان تصرفات الحزب اصبحت «تهديداً حقيقياً ومتنامياً ليس فقط في أوروبا بل حول العالم». وجدد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «إدانة لبنان ورفضه لأي عمل أو اعتداء يستهدف أي دولة عربية أو أجنبية»، مؤكداً «ثقة لبنان بأن السلطات المختصة في بلغاريا ستقوم جدياً ما قد تخلص إليه هذه التحقيقات من نتائج» وجدد «الاستعداد للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الأمر إحقاقاً للحق وصوناً للعدالة». وكان وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف قال في مؤتمر صحافي امس «إن شخصين مرتبطين بحزب الله اللبناني ضالعان في هجوم بقنبلة على حافلة في منتجع بورغاس البلغاري أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين». وقال الوزير للصحافة، بعدما اجتماع لمجلس الامن القومي البلغاري، «اظهر التحقيق إن ثلاثة اشخاص تورطوا في الهجوم اثنان منهم كان بحوزتهما جوازي سفر سليمين من استراليا وكندا»، واضاف «لدينا معلومات عن تمويل الحزب لشخصين، احدهما منفذ التفجير، وكانا عاشا في لبنان بين 2006 و2010». وأضاف «توصلنا إلى أن الاثنين عضوان في الجناح العسكري لحزب الله وتوجد معلومات تبين التمويل والصلة بين الحزب والمشتبه فيهما». وكانت اسرائيل القت باللوم على ايران و»حزب الله» فور وقوع الهجوم. ونفت طهران المسؤولية عن التفجير واتهمت اسرائيل بتنفيذه. ولم يرد «حزب الله» على اتهامات اسرائيل ووكالات اميركية في حينه. وفور صدور الاتهام البلغاري قال نتانياهو في بيان «الهجوم في بورغاس كان هجوماً على تراب اوروبي ضد دولة عضو في الاتحاد الاوروبي. نأمل بان يستخلص الاوروبيون النتائج اللازمة» في اشارة الى طلب اسرائيل من الاتحاد الاوروبي وضع «حزب الله» على لائحته للمنظمات الارهابية. واضاف ان «الاستنتاجات التي اعلنتها بلغاريا اليوم واضحة، حزب الله هو المسؤول المباشر عن هذه العملية الفظيعة، يوجد حزب الله واحد فقط لا غير انه منظمة واحدة ولها قيادة واحدة». واعتبر «ان ما اعلنته بلغاريا تأكيد جديد أن حزب الله واسياده الايرانيين يديرون حملة ارهاب عالمية عابرة للبلدان والقارات». وأكد مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الارهاب جون برينان، الذي سيدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.أي.أي) خلال أيام، أن الولاياتالمتحدة تشيد بجهود السلطات البلغارية في كشف ملابسات الاعتداء وسنستمر بتقديم المساعدة للحكومة البلغارية لتقديم الفاعلين أمام العدالة». واعتبر أن «التحقيق يكشف حزب الله على حقيقته أي مجموعة ارهابية مستعدة للاعتداء بشكل طائش على رجال ونساء وأطفال أبرياء» وأنها «تشكل تهديداً متنامياً وحقيقياً ليس فقط لأوروبا بل حول العالم». ورأى برينان أن «أنشطة حزب الله الخطيرة والمزعزعة للاستقرار من مهاجمة السواح في بلدان أجنبية الى دعم حسن نصرالله (زعيم الحزب) لبشار الأسد في حملة العنف ضد الشعب السوري، تهدد أمن الدول والمدنيين حول العالم». وأضاف أن اعلان السلطات البلغارية «يؤكد أهمية التعاون الدولي في تعطيل الشبكات الارهابية»، داعيا «الشركاء الأوروبيين لتحرك فاعل لكشف البنى التحتية لحزب الله وتعطيل خطط التمويل وشبكات العمليات للحزب لتفادي هجمات مستقبلية». وفي بيروت، سئل رئيس الحكومة عن رأيه في صدور نتائج التحقيقات البلغارية فقال «إن لبنان يؤكد علاقته الوطيدة مع دولة بلغاريا ودول الاتحاد الأوروبي، وحرصه على أمن بلغاريا ودول الاتحاد كافة، ورغبته في الإبقاء على حسن العلاقات وتطويرها على كل الصعد على قاعدة الاحترام المتبادل والتزام قواعد العلاقات بين الدول. وأكدنا خلال زيارتي الاخيرة الى بلغاريا أهمية تطوير علاقاتنا الثنائية، ولمسنا من المسؤولين البلغاريين كل الحرص على لبنان وحسن العلاقات معه». وفي باريس، قالت مصادر اوروبية مطلعة ان فرنسا تؤيد وضع اسماء الاشخاص الذين قاموا بعملية بورغاس على لائحة الارهاب وليس «حزب الله»، وذلك تفاديا كحزب لزعزعة الاستقرار في لبنان و لعدم تعريض امن ومصالح فرنسا فيه للخطر. اما بريطانيا فتؤيد وضع اعضاء الذراع العسكري للحزب على لائحة الارهاب الاوروبية، وتؤيدها في ذلك هولندا فيما تعارضه اسبانيا. وستكون هذه المسألة موضع مناقشة في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل والقمة الاوروبية.