شدّد مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حصارهم لمدينة "كوباني" الاستراتيجية السورية على الحدود مع تركيا الجمعة، على الرغم من الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي تهدف إلى دحر المتشددين في كلّ من سورية والعراق. ولم تنجح الحملة الجوية بعد في وقف تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية، حيث حاصر المقاتلون "كوباني"، ما دفع 140 ألف شخص إلى الهرب عبر الحدود منذ الأسبوع الماضي، في أسرع نزوح خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. ويمكن متابعة المعركة الرئيسية في شمال سورية بوضوح عبر حدود تركيا، فيما ترددت أصوات قذائف المدفعية ونيران الأسلحة الآلية عبر الحدود وسقطت قذيفتان على الأقل في أحد البساتين في الجانب التركي، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وقال صاحب البستان حسين تركمان (60 عاما)، بينما دوت أصوات الأسلحة الخفيفة في التلال السورية الى الجنوب مباشرة: "نحن خائفون. سنغادر اليوم". وسيطر مقاتلو "الدولة الإسلامية" على تل يبعد عشرة كيلومترات الى الغرب من "كوباني"، كان مقاتلو "وحدات حماية الشعب" يشنون منه هجمات عليهم خلال الأيام القليلة الماضية. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مقاتلي "داعش" سيطروا على قرية تبعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشرق من "كوباني". وقالت القوات الكردية الخميس إنها صدت تقدم المتشددين نحو "كوباني"، لكنها طلبت مساعدة التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لضرب دبابات المقاتلين ومعداتهم الثقيلة. وقال نائب المسؤول عن الشؤون الخارجية في المنطقة إدريس ناسان في اتصال هاتفي من قلب المدينة إن الاشتباكات تدور على ثلاث جبهات في شرق "كوباني" وغربها وجنوبها.