أوضح مدير مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، أن هذه الحوادث «تُعرِّض الأسرة إلى أزمات عصبية ونفسية، وبخاصة الدائرة القريبة من الضحايا، أو من شاهد الجثث، وهي مُلقاة على الأرض، في مشهد مفجع، إذ تعلق في ذاكرته صورة ذهنية، تعيده بين الحين والآخر إلى منظر الأطفال، وهم يصارعون الموت، أو من فارق الحياة بصعق كهربائي». وأشار الزهراني، إلى أن بعضهم «يصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وقد يتحول إلى مرض حاد أو مزمن، إذ يتذكر المريض الحادثة أمامه. أو يكون في حال توتر وقلق دائم»، ناصحاً إياه بأن «يتجنب مواقع هذه الأحداث، وسماع أخبارها»، لافتاً إلى بعض الأعراض منها «القلق المرتفع، خلال النوم من طريق كوابيس متكررة». وذكر أنه «في بعض الحوادث العائلية، أو حرائق المنازل، التي تكون فيها مناظر مؤلمة، تتطلب إرشاداً نفسياً من دون أن يكون هناك إعطاء أي عقاقير طبية»، مشيراً إلى أن الأعراض المرضية تبدأ ب «مرحلة الصدمة أو المفاجأة. ثم الإنكار وعدم تصديق ما حدث. ثم ينتقل بعدها إلى الاحتجاج: لماذا حدث هذا الشيء. وربما يعترض على ما شاهد. وبعد ذلك ينتقل إلى مرحلة الكآبة، ثم القبول بما حدث. وقد يمر الشخص بين هذه الأعراض ببطء أو بسرعة». وساهم سيل التعازي المتدفق من كل مكان في التخفيف من مأساة الأسرة، فعلى مواقع التواصل الاجتماعية شهد وسم «يونس ويحيى وريان» تفاعلاً كبيراً. وقدم آلاف المغردين التعازي للأسرتين، مشاركينهما المصاب. كما قدم أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، أمس، التعازي إلى كلاً من الدكتور عبد الوهاب الغامدي، وأحمد الغامدي. فيما قدم نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، واجب العزاء. وقال خلال زيارته لمنزلهم: «آلمتنا هذه الحادثة والمصاب الجلل، وتأثرت شخصياً لمصابكم، لكن هذه مشيئة الله، ولا راد لقضائه، والحمد لله على كل حال، وأدعوه أن يرحم المتوفين، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهمكم الصبر والسلوان». بدوره، قال عبد الوهاب الغامدي: «إن تعزية الأمير سعود بن نايف، وزيارة الأمير جلوي، كان لهما تأثير كبير في التخفيف من مصابنا. كما أن كلماتهما الأبوية شدت من عزمنا في مواجهة هذه المصيبة التي أفقدتنا 3 من أجمل ما نملك في هذه الدنيا».