اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو أن حواراً بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل للنزاع في سورية، بعدما رحب وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، اثر اجتماعه أول من أمس في ميونيخ مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب، برغبة الأخير التحاور مع دمشق، ووصف محادثاته مع الخطيب بأنها «جيدة جداً» قد تساهم في التوصل إلى حل للصراع في سورية، مؤكداً أن بلاده تريد أن تكون «جزءاً من الحل». وقال داود أوغلو في اليوم الأخير للمؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ أمس «يقول البعض انه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة. لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلاً». وتساءل وزير الخارجية التركي «لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن أن قادة المعارضة سيتمكنون من الترشح؟»، معتبراً انه سيكون على الرئيس السوري بشار الأسد أولاً «تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سورية». وأضاف داود أوغلو أن النظام السوري «يدمر بلاده، الشعب يموت والمجموعة الدولية تتفرج» كما فعلت في مطلع التسعينات في البوسنة. وطالب بأن يتعهد مجلس الأمن بضمان إيصال المساعدة الإنسانية إلى سورية. وكان وزير الخارجية الإيراني رحب برغبة رئيس الائتلاف السوري المعارض في التحاور مع النظام السوري، واعتبر استعداده للحوار إذا تم الإفراج عن سجناء بأنه «خطوة جيدة إلى الأمام». وجاء اجتماع صالحي والخطيب، وهو الأول بينهما، على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ. كما اجتمع الخطيب السبت أيضاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وأوضح الوزير الإيراني «أنا سعيد جداً» للقاء الخطيب «ولقد قررنا مواصلة» الاتصالات. وقال صالحي إن إيران، ابرز دولة إقليمية داعمة للنظام السوري، «مستعدة كي تكون طرفاً في حل، لأن ما يحصل في سورية محبط». وأضاف «يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات» مضيفاً «لقد قلت للخطيب: اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي كي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب». وأضاف صالحي «إذا أردنا وقف الاقتتال، لا ينبغي أن نستمر في إلقاء اللوم على الطرف الآخر». وكان الخطيب الذي انتخب في نهاية 2012 رئيساً للائتلاف الوطني السوري المعارض اعلن الأربعاء للمرة الأولى انه مستعد لحوار مع النظام لكن بشروط، وهو العرض الذي كرره في ميونيخ مع إعلان رفضه وجود قادة «ايديهم ملطخة بالدماء». وقال الخطيب «اعلن استعدادي للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول»، مشترطاً إطلاق 160 ألف معتقل من السجون السورية وخصوصاً «النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا»، وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج لمدة سنتين على الأقل. ورحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اجتمع السبت مع الخطيب بهذه البادرة. إلا أن المجلس الوطني السوري رد على الخطيب معتبراً أن تصريحاته تتناقض مع مبادئ الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الأسد. إلى ذلك، أكدت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية الأحد، أن موقف روسيا، حليفة النظام السوري، من الأزمة السورية ثابت، معتبرة أنه يدافع عن المواثيق الدولية. وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، تعقيباً على اجتماع لافروف والخطيب في ميونيخ السبت، أن «الحسابات والرهانات المتعددة على تعديل في نبرة الصوت الروسي أو على تغيير في تكتيك اتجاهه، اصطدمت برؤية روسية تحكمها مصالح ورؤى واعتبارات استراتيجية أكثر مما هي وليدة اعتبارات آنية أو إقليمية». واستطردت «أنه يزداد صلابة مع مرور الأيام». واعتبرت الصحيفة أن المحاولات الرامية إلى تحريف أو اختلاق الموقف الروسي «ليس وليد الرغبة في مناكفة الصوت الروسي، بمقدار ما يعكس مخاوف وهواجس نبتت على هوامش هذا الحضور على الساحة الدولية حين تسلح بالجدية في الدفاع عن مبادئ القانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية، بعد أن انتهك القانون على مدى عقود».