أمبواز (فرنسا) - رويترز - استعادت فرنسا أسداً آلياً اخترعه الفنان الشهير ليوناردو دافنشي للترفيه عن ملك فرنسا، والأسد الآلي الأصلي الذي ابتدعه دافنشي مفقود، ولكن أعيد تصنيعه في قصر شاتو دو كلو لوس في بلدة أمبواز في وادي لوار في فرنسا، حيث عاش دافنشي السنوات الثلاث الأخيرة من حياته قبل أن يتوفى عام 1519. وقال فرانسوا سان بريس مدير القصر الخاص المفتوح للجمهور «أحببنا فكرة أن ليوناردو لم يكن فناناً ومهندساً فحسب، بل مخرجاً مسرحياً خرافياً ومدرساً للتأثيرات الخاصة». وأضاف: «عرف كيف ينال رضا الجمهور بأشياء مثيرة». وكان دافنشي الذي ذاع صيته في العالم من خلال لوحتي «موناليزا» و«العشاء الأخير» مخترعاً متميزاً إذ تخيل آلات تطير، ومنها نموذج رائد لطائرة الهليكوبتر. وقال معاصرون لدافنشي إن أفراداً من فلورنسا كانوا يقيمون في مدينة ليون الفرنسية قدموا أسدا آلياً يستطيع الحركة إلى الملك فرانسوا الأول عام 1515 احتفالاً بتحالف جديد بين فلورنسا وفرنسا، وكان الأسد هو رمز فلورنسا. وحينما ضرب الملك الأسد الآلي ثلاث مرات بسوط صغير انفتح صدره ليكشف عن زهرة زنبق وهي شعار الملكية الفرنسية. وظهر أسد مماثل، لا يُعرف ما إذا كان هو الأسد نفسه أو نسخة جديدة منه، في حفلة باذخة أقيمت تكريماً للملك عام 1517. ولم يترك دافنشي رسوماً للأسد، لكنه ترك رسوماً مفصلة لتقنيات صنعه. وباستخدام تلك الرسوم وأوصاف مكتوبة للأسد أعاد مصنع ريناتو بواريتو للآلات المتحركة تصنيع الأسد لقصر شاتو دو كلو لوس، حيث يمكن مشاهدته في إطار معرض دافنشي الذي يستمر حتى 31 كانون الثاني (يناير) 2010. والأسد الآلي بالحجم الطبيعي ويجرى تشغيله يدوياً على غرار الطريقة التي يجري بها تشغيل الساعات القديمة، ليتحرك بعدها حوالي عشر خطوات الى الأمام ويهز رأسه من جانب الى آخر ويفتح ويغلق فكيه ويهز ذيله الى أعلى والى أسفل.