اجتاحت السيول مناطق عدة في العراق نتيجة هطول أمطار غزيرة، وتحطمت سدود في أربيل (شمال)، فيما خيّم القلق على سكان بغداد بعد تحذيرات من وصول الفيضانات إليها، وصعود منسوب مياه دجلة. وشهد العراق، منذ 27 كانون الثاني (يناير) الجاري هطول أمطار غزيرة أسفرت عن مصرع شخص وإصابة أربعة آخرين وانهيار عشرات المنازل، فيما تم إجلاء عشرات الأسر من دورهم لاتقاء الفيضانات والسيول. وأغرقت السيول عشرات القرى، خصوصاً في تكريت (شمال بغداد). وقال مسؤول في المحافظة إن «قوات الجيش والشرطة والنجدة النهرية، فضلاً عن زوارق أهلية شاركت في إجلاء أكثر من 3000 أسرة من ناحية العلم ومنطقة البو عجيل بسبب ارتفاع منسوب نهر دجلة في تلك المنطقة». وأوضح احمد الكريم، نائب محافظ صلاح الدين أن «السيول تسببت بجرف مساحات زراعية واسعة، وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والسيارات»، وأكد أن «الخسائر التي خلفتها السيول تقدر بالبلايين في عموم المحافظة». وارتفع منسوب دجلة إلى نحو 75 في المئة بسبب الأمطار التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين. وقررت الحكومة إغاثة المتضررين وتعويضهم، فيما دعا رئيسها، نوري المالكي، إلى استمرار حال التأهب حتى الخروج من الأزمة في المناطق المنكوبة. وفي منطقة مندلي (شرق بغداد) حذر مسؤولون محليون من انتقال الألغام الأرضية مع السيول في الشريط الحدودي بين العراق وإيران. وقال رئيس المجلس البلدي لناحية مندلي أزاد حميد شفي إن «هطول الأمطار الغزيرة تسبب بسيول جرفت معها مئات الألغام من الشريط الحدودي». اللاجئون السوريون في العراق، أيضاً، نالوا حصتهم من أضرار السيول. ففي محافظة دهوك (شمال) أغرقت المياه مخيم «دوميز». وقال مسؤول محلي في دهوك أن اللاجئين يواجهون أوضاعاً صعبة نتيجة تدهور الخدمات في المخيم الذي يضم نحو 45 ألف لاجئ. وأوضح كوركيس شليمون، نائب محافظ دهوك، أن «الظروف الجوية أثرت في وضع المخيم»، لكنه أكد أن «الخدمات تحت السيطرة». وفي بغداد حذرت السلطات المواطنين من غرق المناطق السكنية المحاذية لدجلة، بسبب ارتفاع منسوب المياه. لكن وزارة الموارد المائية أكدت أنها تفادت مخاطر الفيضان. وقال الوزير مهند السعدي في تصريح إلى «الحياة» إن «الوزارة سيطرت على الموجات الفيضانية الواردة الى نهر دجلة نتيجة الأمطار الغزيرة الساقطة». وأوضح أن «فرق الطوارئ الهندسية تمكنت من تمرير الموجات الفيضانية وخزنها بشكل منتظم في البحيرات للاستفادة منها الصيف المقبل». إلى ذلك، قال مصدر في الجيش ل «الحياة» إن «وحدات عسكرية رفعت جسراً عند مدخل النهر في الجهة الشمالية لبغداد، خشية تحطمه عند وصول السيولّ. وسارع مواطنون إلى بناء سدود وقتية عند حافة النهر، فيما أضطر آخرون إلى ترك منازلهم. وشهدت بغداد، الشهر الماضي، موجة أمطار غير مسبوقة، تسببت في غرق عشرات الشوارع والمنازل، وأرغمت الحكومة على منح دوائرها عطلة، بسبب استحالة الحركة في كل مناطق العاصمة.