عُثر بين أوراق قديمة في مكتبة في بودابست على مخطوطة نادرة هي عبارة عن التدوين الموسيقي الأساسي لإحدى أشهر مؤلفات موتسارت (1756-1791) «سونات لا ماجور» التي كتبها لآلة البيانو، في اكتشاف أثار حماسة الشغوفين بالموسيقى الكلاسيكية خصوصاً أنها كانت تعتبر مفقودة. وقال الخبير في تاريخ الموسيقى آدم بوزي: «انه أمر نادر أن تظهر مخطوطة بعد اختفائها وقتاً طويلاً»، مشيراً إلى انه لم يكن متوافراً حتى الآن أي نسخة كاملة من التدوين الموسيقي الأصلي لهذه السوناته. والسوناته قالب موسيقي ظهر في القرن السادس عشر في أوروبا ولا سيما في إطار الموسيقى الكنسية، وأخذ يتطور مع تطور العصور من الباروك إلى الحقبة الكلاسيكية، وصولاً إلى المرحلة الرومانسية. وأكد خبراء صحة نسبة هذه المخطوطة إلى الموسيقي النمسوي الذي عاش في القرن الثامن عشر وتوفي عن 35 سنة، ترك فيها بصمات لا تمحى في الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية. وألف موتسارت هذه السوناته لآلة البيانو في حدود عام 1783، وهي من أشهر أعماله ولا سيما الحركة الأخيرة منها المعروفة باسم «مارشا توركا». وقال آدم بوزي إن «مارشا توركا هي أكثر الألحان المشهورة لموتسارت من دون منازع». وطبعت ملايين النسخ من هذه السوناته الشهيرة، إلا أن المخطوطة الأصلية ظلت مختفية لوقت طويل جداً، قبل أن يكتشفها بالاز ميكوسي المسؤول عن القسم الموسيقي في المكتبة الوطنية في بودابست. وعكف ميكوسي منذ تعيينه في هذا المنصب عام 2009 على البحث في كل زوايا مخازن المكتبة التي لم يبحث فيها أحد منذ وقت طويل، بهدف العثور على الكنوز الفنية المدفونة تحت الغبار. ويقول وهو يعرض بتأن وحذر هذه المخطوطة: «عندما عثرت عليها شعرت من خطوطها بأنها مخطوطة عائدة لموتسارت، وتسارعت دقات قلبي حين أدركت أنها سوناته «لا ماجور» لموتسارت». وما زال سبب وصول هذه المخطوطة الفريدة إلى مخازن المكتبة المؤسسة في عام 1802، لغزاً، فموتسارت لم يزر المجر قَطّ. ويقول ميكوسي إن مؤسس المكتبة الثري فرنك سزيشيني، كان على علاقات جيدة مع أشخاص في فيينا وخصوصاً في الأوساط الموسيقية، لكن المخطوطة وصلت في وقت لاحق خلال القرنين الماضيين. ودعي عشاق الموسيقى الكلاسيكية إلى عرض أمس لعازف البيانو الكبير زولتان كوكسيس أدّى فيه الأنغام المدونة في هذه المخطوطة، وهي تنطوي على بعض الاختلافات والتعديلات التي وضعها موتسارت بنفسه والتي تختلف عن النسخة السائدة المعروفة.