على رغم مساحة المعرض الكبيرة، يشعر الزائر بأن ترتيب القطع الثمينة والنادرة ليس واضحاً تماماً، وأنها قريبة جداً من بعضها، خصوصاً في القاعة الأولى التي تتوسّطها نافورة وبركة ماء أنتجت في القاهرة في القرن الخامس عشر ميلادياً، فيما نجد على الجوانب مخطوطات يأتي على رأسها كتاب «القانون في الطب» لابن سينا. فهناك قطع موزّعة كرونولوجياً وقطع موزعة وفق مكان اكتشافها جغرافياً. مع العلم أن التصميم الداخلي للمتحف الذي يحمل روح العمارة الإسلامية في شكل مبتكر ومعاصر، يسمح بإعطاء كل قطعة مساحتها الخاصة وليس زجّ القطع كلها في مكان صغير نسبياً. كما نرى أحياناً، قطعاً تراثية نادرة وذات قيمة وجودة عاليتين وضعت إلى جانب قطع أقل قيمة بكثير منها. وهنا تشرح ربى كنعان أن المتحف قسّم جغرافياً وتاريخياً، وفق المجموعة التي يمتلكها. ففي القاعة الأولى، أعطيت المخطوطات القرآنية المتحدّرة من مناطق مختلفة وأزمنة مختلفة، المساحة الأساسية، من أجل التركيز على طرق كتابة المخطوطات القرآنية وإبراز تنوّعها وجماليتها. ونجد فيها مخطوطات ثمينة وذات تقنيات عالية، وأخرى إلى جانبها ذات تقنيات عادية. وخارج هذا الإطار، هناك 3 أقسام مصنّفة وفق الترتيب الزمني. يضمّ القسم الأول إنتاجات الفترة المبكرة بين القرن التاسع والقرن الحادي عشر، بينما يضم الثاني إنتاجات من القرن الثالث عشر إلى الخامس عشر. أما القسم الثالث فمختص بإنتاجات الفترة الممتدة بين القرن السادس عشر وبدايات القرن العشرين. وتشير كنعان إلى أن كل قسم يحتوي على إنتاجات منطقة جغرافية معيّنة في حقبة تاريخية معيّنة، كي لا تدمج المواد بعضها مع بعض. وتشدّد كنعان على أن «هذه المجموعة خاصة، ولم تكن في الأصل تُجمع لإنشاء متحف. ومقارنة بمجموعات المتاحف الأخرى. هي قليلة العدد، لكنها متميّزة وفيها قطع نادرة وقيّمة جداً». لكن المتحف يعرض حوالى 300 قطعة فقط حالياً؟ وتوضح كنعان أن هذه القطع تبدّل كل 3 شهور، لأن غالبية المجموعة تنتمي إلى المخطوطات الورقية والمنسوجات، وبالتالي هي مؤلفة من مواد عضوية، لذلك يجب أن تحفظ بعيداً من الضوء وفي ظروف مناخية معينة. لكن مع الزمن، «ستكبر المجموعة وعائلة «آغا خان» مستمرة في اقتناء قطع فنية أكثر، وسنعمل لإغناء المتحف بآثار فنية فيها توازن بين الحضارات والحقب، مع التركيز على النوعية وليس على الكمية». لماذا نرى غالبية المعروضات تأتي من المنطقة الإيرانية؟ تجيب كنعان: «لأن الأمر يعتمد على اهتمام المقتني ورغبته الخاصة. وواحد من أكبر المقتنين في المجموعة هو عمّ الأمير كريم آغا خان الأمير صدر الدين آغا خان الذي توفي في 2003، وكان مفتوناً بالمخطوطات والرسوم من بلاد فارس في فترة القرن السادس عشر، وفي الهند في القرنين 16 و17. ومجموعته هذه تميّز مقتنيات «متحف آغا خان» عن أي متحف في العالم». وتلفت إلى أن المتحف يقتني أيضاً مخطوطات عربية نادرة ومهمة جداً مثل «القانون في الطب» لابن سينا الفارسي المنشأ الذي كتب بالعربية في زمن الحضارة العباسية.