لم يكن لإدارة الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد من مخرج لتدارك آثار الخسارة المؤثرة أمام النصر وامتصاص غضب الجماهير الزرقاء سوى إقالة المدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه من تدريب الفريق وإسناد المهمة إلى الكرواتي زلاتكو، على أمل تعديل مسار الفريق وتحسين نتائجه غير المرضية وإعادة صورة الزعيم إلى سابق عهدها. وعلى رغم أن الفريق ما زال يحتل وصافة الترتيب في دوري زين السعودي، إلا أن كومبواريه وطوال إشرافه الفني على الفريق قدم هلالاً باهتاً بلا طعم أو نكهة، ما أسهم في ارتفاع حدة الانتقاد وتنامي لغة الإحباط بين عشاق وأنصار ومحبي الأزرق، حتى بلغت قمتها في آخر مباراتين أمام الاتفاق والنصر، اللتين كانتا كافيتين لإقالة المدرب الأسمر بعد نفاد الصبر. ودفع الهلاليون هذا الموسم ثمن قرارات متسرعة واختيارات خاطئة، اتخذتها إدارة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فأسهمت في غياب وهج الزعيم واختفاء هويته الفنية داخل المستطيل الأخضر، وتأرجح نتائجه في الدوري حتى الآن، ما قلل من لغة التفاؤل في المدرج الأزرق، وحد من حجم الطموحات بالمنافسة على الألقاب التي كان الفريق ينافس عليها بقوة في الأعوام الماضية. فالتعاقد مع كومبواريه ثم إعطائه الفرص المتتالية كان بمثابة الخطوة الأولى التي رسمت ملامح التدهور الفني في الفريق، فالهلال منذ بدء الموسم الكروي لم يظهر في شكل فني مقنع مع مدربه الفرنسي، ولم تكن مستوياته مقبولة لدى الغالبية الزرقاء، إذ أضاع الأسمر بمنهجيته الفنية الغريبة وأساليبه التكتيكية المرتبكة هيبة الزعيم وقوته، فحوله إلى فريق هشّ، حتى وإن كان حقق الانتصارات بشق الأنفس، إضافة إلى عدم ثباته على تشكيل عناصري محدد، ليظهر مع كل لقاء بأسماء جديدة، وعليه فقد لاعبوه الانسجام والتجانس على أرض الميدان. وإلى جوار الضياع الفني، تأتي المشكلات الكثيرة لكومبواريه التي انتشرت أخبارها طوال أيام الدوري مع عناصر الفريق الأساسية، ما خلق فجوة بينه وبين لاعبيه أبعدت الحارس حسن العتيبي عن المشاركة مع الفريق حتى رحل أخيراً بمخالصة مالية، لتعقبها مشكلة جديدة مع لاعب الوسط نواف العابد وغيرها من المشكلات التي ألقت بظلالها على مسيرة الفريق في الدوري. الإدارة التي حملتها الجماهير في الأيام الأخيرة جزءاً كبيراً من المسؤولية في التدهور النتائجي، أسهمت في شكل واضح في ضياع النقاط بأخطائها في استقطاب المحترفين الأجانب، فالفريق عانى غياب الاستقرار مع محترفيه، قبل أن تعود لتجري تغييراتها على الفريق من دون خطة واضحة، فبعد أن كان رئيس النادي أكد في وقت سابق أن أول الراحلين هو المحترف الكوري يو بيونج، وأن الشكوك تحوم حول مستقبل عادل هرماش مع الفريق، مع إصراره على بقاء السنغالي قادر مانغان والبرازيلي ويسلي لوبيز، تغيرت الأمور فجأة، فرحل مانغان وغادر هرماش وبقي الكوري إلى جوار البرازيلي الذي كان مهدداً أيضاً بالرحيل إلى وقت قريب. كما فشلت إدارة الهلال في استعادة مدافعها السابق أسامة هوساوي أو الابقاء على أحمد الفريدي، فهوساوي بعد عودته من رحلة إندرلخت البلجيكي، أعطى رغبته في العودة إلى الهلال أولاً، في حال تقديره مادياً وإعطائه ما يستحق، لكن الإدارة ماطلت كثيراً في مسألة رفع سقف العقد الجديد، لتنهال عليه عروض الأهلي والاتحاد، قبل أن يوقع ل«القلعة». الحال ذاتها، تنطبق على الفريدي الذي فأجا الهلاليين بتوقيعه لمصلحة الاتحاد في ضربة موجعة ثانية، ما خلق رد فعل ساخن تجاه إدارة النادي، التي لم تحافظ على أهم مدافع في الفريق وأحد أهم صناع اللعب في السعودية.