كشفت غرفة تجارة مكةالمكرمة عن فشل 70 في المئة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مكة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن أسباب عدة تقف خلف تدهور الوضع المالي لتلك المشاريع، ما تسبب في خسارتها وخروجها من السوق. وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة مكةالمكرمة إيهاب مشاط: «للأسف هذه المشاريع التي باءت بالفشل، كان من المفترض أن تخدم القطاع الاقتصادي في مكة، ولكن بسبب اعتمادها على دراسات جدوى صورية وغير دقيقة، لم تتمكن من الاستمرار في السوق». وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الغرفة أمس، أن من الأسباب التي تسبب في خسارة تلك المشاريع أنها لم تعمل وفق حاجات السوق والمستهلك، إذ من المهم معرفة حاجات السوق، وتقديم المنتج الذي يرضيه. وأكد مشاط أن الغرفة تتجه في الوقت الحالي بعد أن أنهت أحد أهم أهدافها في خطتها الاستراتيجية المتمثلة في إنشاء المبنى، إلى وضع الخطط والتصورات الأولية لإنشاء مركز أبحاث ودراسات اقتصادية تحت مظلتها، مبيناً أن المركز فور انطلاق أعماله خلال المرحلة المقبلة، سيبدأ إجراء المسح الميداني لسوق العاصمة المقدسة، وسيعمل على إيجاد قاعدة بيانات قادرة على تقديم كل المعلومات للتجار والصناع مجاناً، لأجل إنجاح مشاريعهم في المقام الأول، وتغطية متطلبات السوق وحاجاته خصوصاً في قطاعي الهدايا والخدمات. وأشار إلى أن المركز سيعمل على تحفيز العناصر الجديدة التي ترغب في ضخ استثماراتها في السوق، بناءً على أسس ومعالم واضحة ومدروسة بدقة وفق الحاجات المطلوبة، ومن دون المضي بطريقه عشوائية بوضع مشاريع في أماكن مزدحمة أو مليئة بالمشاريع والخدمات، لافتاً إلى أن كل ذلك سيتم بالتعاون بين الغرفة والجهات الأخرى الداعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وحول الخطوات التي قامت بها الغرفة في هذا الاتجاه، قال إن الغرفة تدعم الابتكارات والمشاريع، وفقاً للإمكانات المتاحة، وتقوم بتقديم بعض دراسات الجدوى للشباب الراغبين بالانخراط في مجال العمل، وبخاصة لتلك المشاريع المميزة مجاناً، والتحالف مع صناديق دعم الشباب والشابات الراغبين بدخول سوق العمل، معرباً عن أمله في أن يأتي الوقت الذي يصلون فيه إلى مستوى خدمات عال جداً، بحيث يقوم الراغب بالمشروع في الدخول إلى موقع الغرفة الإلكتروني، ومعرفة الحاجات والسلع التي يفتقر إليها السوق، مع تطوير الطرق التي سيقدم بها المشروع، ليصل إلى درجة التميز والابتكار الذي ستقوم الغرفة بدعمه وطرحه في سوق العمل. من جهته، قال الأمين العام لغرفة مكةالمكرمة المهندس عدنان شفي، إن الكثير من المشاريع الجديدة تفشل بسبب دراسات جدوى ليست ذات قيمة، إذ إن فشل تلك المشاريع قد يسهم في إحباط قدرات وطاقات شباب متحمس لخدمة مكةالمكرمة واقتصاداتها، مشيراً إلى أن الغرفة من خلال مركز الأبحاث والدراسات الذي تزمع إنشاءه تحت مظلتها، ستحاول إيجاد الحلول لذلك الفشل الذي يتربص بالمشاريع. وذكر شفي: «للأسف نحن نستقدم العالمية ولا نصدرها، وعلى رغم عالمية مكةالمكرمة إلا أننا قليل ما نجد تاجراً استطاع الوصول إلى العالمية، والقصور يرجع إلى الافتقار إلى العناصر الأساسية للانطلاق من مكةالمكرمة التي بات اسمها مجرد اسم ظاهر، ولا يتم خدمته بما فيها، ولها عناصر ومزايا كثيرة».