سيول، واشنطن – رويترز، أ ف ب - دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك كوريا الشمالية أمس الى التوصل لاتفاق خفض للأسلحة التقليدية المكدّسة على جانبي حدود البلدين المحصنة بشدة، مجدداً تعهده بتقديم مساعدات في حال أوقفت بيونغيانغ طموحاتها النووية. وكانت كوريا الشمالية التي تنتقد بشدة الرئيس ميونغ باك أفرجت قبل أيام عن عامل كوري جنوبي كانت تحتجزه منذ آذار (مارس) الماضي في لفتة تصالحية نادرة، قال محللون إنها تبشر بتحسّن العلاقات. وقال ميونغ باك في كلمة في ذكرى انتهاء الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية عام 1945 «اذا خفّض الشمال والجنوب الأسلحة التقليدية والقوات ستتوافر موارد هائلة لتحسين الاقتصاد لدى كل من الطرفين». وأضاف: «حان وقت ان يجلس الشمال والجنوب الى الطاولة ويتحدثان في شأن تلك القضايا». حملة أميركية على صعيد آخر، تواصل الولاياتالمتحدة حملة ديبلوماسية مكثفة لتشديد الضغوط على كوريا الشمالية بُعيد الإفراج عن صحافيتين أميركيتين كانتا مسجونتين في بيونغيانغ التي طلبت منها واشنطن العودة الى طاولة التفاوض في شأن ملفها النووي. وبعد عودة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون من كوريا الشمالية مطلع آب (أغسطس) الجاري بعد أن نجح في الإفراج عن الصحافيتين لورا لينغ ويونا لي، أكد الرئيس باراك أوباما أنه يتعيّن على بيونغيانغ وقف برنامجها النووي والكف عن سلوكها «الاستفزازي». وسيبدأ الديبلوماسي الأميركي فيليب غولدبرغ المكلّف التنسيق في إطار تطبيق قراري الأممالمتحدة 1874 و1718 اللذين يفرضان عقوبات على كوريا الشمالية لأنشطتها النووية، غداً جولة على رأس وفد أميركي تشمل سنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية واليابان. وصرح غولدبرغ الخميس الماضي للصحافيين: «سنتبادل الآراء والأفكار وانطباعاتنا حول عمليات تفتيش الحمولات بحراً وبراً»، قبل أن يوضح أن الأمر سيتعلق أيضاً ب «استعراض الإجراءات المالية» الواردة في القرارين. وأضاف: «هناك سبيل واضح بالنسبة للكوريين الشماليين إن أرادوا الانضمام الى عملية» التفاوض. وسيرافق الديبلوماسي في جولته الجديدة ممثلون عن وزارة الخزانة الأميركية والدفاع ومجلس الأمن القومي. فضلاً عن ذلك، أعلن غولدبرغ انه من المقرر القيام بزيارة جديدة الى الصين «بحلول أواخر آب» حول الموضوع ذاته. وأكد «إن هدفنا واضح. إننا نعمل بتعاون وثيق مع حلفائنا وشركائنا من أجل التوصل الى إزالة أسلحة كوريا الشمالية من خلال إحراز خطوات لا يمكن العودة عنها وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخزانة أن الولاياتالمتحدة فرضت عقوبات على مصرف كوري شمالي متهم بتمويل جهود التسلح النووية لبيونغيانغ. وحظّرت واشنطن اي تعامل بين الأميركيين ومؤسسة «كوريا كوانغسون بانكينغ كوربوريشن» بهدف «عزلها عن النظام المالي والتجاري في الولاياتالمتحدة». الى ذلك، دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل أمس الى تحسين العلاقات مع روسيا على رغم العقوبات المفروضة عليه من الأممالمتحدة بتأييد من موسكو. وجاءت دعوة جونغ ايل في رسالة موجهة الى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في اليوم الذي يصادف ذكرى نهاية احتلال اليابان لكوريا والهزيمة اليابانية في 1945. وكتب جونغ ايل في الرسالة التي أوردتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية: «أحييكم مع الشعب الروسي وأعبّر لكم عن ثقتنا في أن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا ستتطور لمصلحة شعبينا».