قبل أشهر قليلة من انتخابات الرئاسة، شنّت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات، طاولت 13 صحافياً على الأقل مؤيدين للإصلاحيين، اتُهموا بالتعاون مع وسائل إعلام «مناهضة للثورة». كما حجبت ثلاثة مواقع إلكترونية. ودهمت أجهزة الأمن الإيرانية في وقت متزامن الأحد، مكاتب صحف «شرق» و»اعتماد» و»بهار» و»آرمان» الإصلاحية، إضافة إلى مجلة «آسمان» الإصلاحية، واعتقلت 11 صحافياً يعملون في الأقسام السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية، وبينهم: بوريا عالمي وبجمان موسوي (شرق) وإميلي أمرائي (بهار) وأكبر منتجبي (آسمان) وساسان آقائي وجواد دليري ونسرين تخيري (اعتماد) ومطهره شفيعي ونرجس جودكي (آرمان). وأفاد موقع «راه سبز» المؤيد للإصلاحيين، باعتقال الصحافيَين كيوان مهركان وحسين ياغجي. وكانت السلطات أوقفت السبت الماضي ميلاد فدائي أصل من وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) وسليمان محمدي من «بهار». وأفادت مواقع إلكترونية إيرانية بأن أجهزة الأمن فتشت منازل بعض المعتقلين، وصادرت أغراضاً لهم. كما أشارت تقارير إلى إصدار مذكرات توقيف في حق صحافيين آخرين، لكنهم لم يُعتقلوا لأن أجهزة الأمن لم تجدهم في أماكن عملهم. وتحدثت وكالة أنباء «مهر» عن اشتباه في «تعاونهم مع وسائل إعلام مناهضة للثورة، ناطقة بالفارسية»، مضيفة أن النيابة العامة في طهران ستبتّ «سريعاً» في قضيتهم. وعلّق وزير الثقافة محمد حسيني قائلاً: «نحقّق في ظروف احتجاز الصحافيين وأسبابه. يبدو أنهم أوقفوا بتهم مرتبطة بالأمن، لا لانتهاكهم قوانين الإعلام». وأشار المدعي العام غلام حسين محسني إيجئي الأسبوع الماضي إلى «معلومات من مصادر موثوقة»، أفادت بأن «صحافيين يكتبون في صحف البلاد، ويعملون يداً بيد مع الغربيين والمناهضين للثورة». واعتبر أنهم «بوق للعدو ومنصة له»، وتوعّد بمعاقبتهم. وأوردت وسائل إعلام دولية أخيراً، أن طهران هددت إعلاميين إيرانيين يعملون في الخارج، وحذرتهم من عواقب، تطاول عائلاتهم في إيران أيضاً، إن لم يتركوا المؤسسات التي يعملون فيها ويعودوا إلى بلادهم. وتحدثت معلومات عن حجب مواقع «تابناك» و»بازتاب إمروز» و»تاريخ إيران». و»تابناك» موقع محافظ تابع لسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، لكنه مستقل في خطه التحريري، مثل «بازتاب إمروز» الذي ينتقد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. في غضون ذلك، اتهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بعضهم بمحاولة تخريب علاقته بمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، قائلاً: «أنا رجل بسيط، واختلف مساري عن آخرين، إذ عليّ العمل مع المرشد». وأضاف: «حاول بعضهم تخريب علاقتي بالمرشد، لكنها مريحة جداً ونتحدث، ويجب أن يكون الأمر كذلك». وسُئل رفسنجاني هل تحتاج إيران إلى ترشحه لانتخابات الرئاسة، فأجاب: «بلادنا تحتاج الآن إلى الانسجام، أكثر من أيّ وقت. وأعتقد بأن ثمة آخرين لديهم قدرات وطاقة أكثر مني للترشّح». واستدرك: «إذا اعتقدتُ بأن لا أحد غيري، سأتقدّم» للمنصب. على صعيد آخر، أعلنت إيران أنها أرسلت بنجاح كبسولة إلى الفضاء «أقلت قرداً إلى ارتفاع 120 كيلومتراً»، وأعادته سالماً، في ما اعتبره وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي «خطوة أولى نحو استكشاف الفضاء، من خلال إرسال إنسان». ويرى خبراء غربيون في نجاح إرسال الكبسولة، تطوراً للبرنامج الصاروخي الإيراني. ونفت طهران تقريراً نشره المنشق رضا كهليلي، يفيد ب «تفجير في عمق منشأة فردو» المحصنة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، واعتبرته «دعاية غربية».